عمر ولد معطله فارس من فوارس المجد والشرف والتدين ... والذود عن حياض القيم والاخلاق والوطنية الخالصة يترجل اليوم عن صهوة حصانه الذي طالما رابط على تلك الثغور.
عرفت الوزير عمر ولد معطله عن قرب أستاذا متقاعدا مقبلا على شأنه لا تفارق محياه الإبتسامة والرضى ،عرفته في الوزارة وخارج الوزارة فما زاده منصب الوزير إلا بساطة وتواضعا وما شغله الخروج منها عن السعي في مصالح البلاد والبحث عن ما ينفع العباد ،عرفته في السفر وفي الحضر، فوجدت فيه الرجل البسيط العابد الزاهد الوديع المسالم الجامع المولع بكل ألوان فيسفساء التنوع الوطني الجميل ...
كان رحمه الله أثناء السفر يفتح مصحف جيبه الذي لا يفارقه ويظل يردد آيات محدودة يلهج بها ويكررها مرة بعد مرة حتى يحفظها حفظا جيدا فينتقل إلى آيات أخرى لا يشغله شاغل ولا يصرفه صارف عن ذلك.
كان رحمه الله تعالى مولعا بالكتب وبالقراءة والمطالعة التقيت به مرة بعد فرقة دهر صدفة في سوق للملابس جاءها لشراء ملابس وبينما كان يجول ببصره في تلك الملابس المعروضة صادف رفوف كتب معروضة في زاوية من الدكان بجانب الملابس فانهال على تلك الكتب كالنهم الجوعان يتصفحها ويقلب أوراقها ويسأل عن اسعارها حتى صرف في شرائها جل ما بحوزته من فضة ونسي مهمته الأصلية المتمثلة في اقتناء الملابس .
رحم الرحمن الرحيم الرجل الطيب صاحب الاخلاق الرفيعة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر ولد معطله وأسكنه فسيح جناته مع الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وخالص التعازي القلبية مني إلى أسرة الفقيد وابنائه ومحبيه.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
سيدي محمد إسماعيل الرباني
عمدة علب آدرس الأسبق