نواكشوط.. عناق الحضارة والبداوة (صور)

يتساءل الكثيرون عن السر وراء تخلف الشكل الحضاري للعاصمة نواكشوط، ولماذا لم تستطع اللحاق بمثيلاتها من عواصم الدول المجاورة؟.

البعض يرجع السبب للحكومات المتعاقبة، والتي يرى أنها لم تعمل بجد وإخلاص على وضع أسسس واضحة لبنية تحتية هامة. كما أنها لم تهتم بإبراز شكل حضاري يليق بعاصمة تمثل بوابة هامة لدول غرب افريقيا.

لا شك أن العقلية الموريتانية تغيرت كثيرا بعد الأحداث مع الجارة الجنوبية السنغال، حيث أن بعض الموريتانين المهجرين بسبب الأزمة أصبحوا مستعدين لممارسة أعمال لم يكونوا يقبلونها، مثل الأعمال الحرفية اليدوية، فقد دفعتهم الحاجة وضرورة الاندماج للقيام بتلك الأعمال، وشيئا فشيئا تفهم الكثيرون ضرورة تحصيل المال وعدم الإتكال على الآخرين من أجل العيش، وهو ما انعكس بالإيجاب على مجالات الإعمار والطرق والنظافة. 

غير أن العقليات البائدة لا زالت تتحكم في قدر غير يسير من الشباب، فحالت بينه والاستفادة مما تجود به الحياة الحضرية من فرص شغل.

وفضلا عن غياب العديد من مظاهر البنى التحتية، تتجلى البداوة في سلوك العديد من سكان العاصمة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعاطي مع حركة السير وأزمة المرور. 

فعندما تدخل شارعا مزدحما ترى بأم عينك كيف تتحكم الأنانية وتسود الفوضي، فالكل يريد أن يمر أولا حتى ولو أدت أنانيته واستعجاله إلى سد الطريق أمامه وأمام غيره لساعات طوال، ناهيك عمن يركن سيارته وسط الطريق، أم من يتجاذب أطراف الحديث مع زميله دونما شعور بإضاعة وقت الآخرين. 

الفوضى لم تقتصر على مجال السير، فهنالك فوضى أكبر في أماكن إقامة المشاريع، والتي تجد بعضها داخل الأحياء السكنية رغم ما تقوم به من ضجيج وما تصدره من غبار ودخان، وما تخلفه من قمامة.

إن مشكلتنا الكبيرة تكمن فى العقلية الأنانية التي ترفض التمدن ولا تساعد الدولة فى إنجاز نهضة حضارية تأخرت كثيرا. 

ويبقي السؤال المطروح: متى تفرض الدولة التفريق بين الأحياء السكنية والأحياء الصناعية؟. 

 

تقرير/ جمال أباه

 

سبت, 15/01/2022 - 11:43