افتتاحية/ لهذه الأسباب.. نزل وزراء للميدان وكشفت اختلالات في الخفاء ..!

على هامش تدشين وزير الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي سيد أحمد ولد محمد، أمس السبت، ل 10 مدارس في ولايات نواكشوط الثلاث، وتفقده لسير العمل في بعض المنشآت التي ينفذها قطاعه، برزت مشاكل داخلية للعيان، بدا أنها تتعلق بتمويل الجهات المنفذة للأشغال.

ما لفت انتباه المراقبين في هذه القضية هو إثارة موضوع يتعلق بشركة تتبع للوزارة في ساحة عمومية وأمام الصحافة، وهو ما يوحي بخلل في السلم الإداري الرابط بين مدير الشركة والوزير. 

فإما أن هنالك حلقة في السلم تمنع وصول المدير ورسائله للوزير، وإما أن الوزير يتوصل بالرسائل ويلتقي المدير لكن جهة أخرى تماطل في الإفراج عن التمويل، فأراد مدير الشركة إثارة الموضوع أمام الصحافة لتصل الرسالة إلى رئيس الجمهورية الذي طالما عبر عن عدم رضاه عن البطء في تنفيذ المشاريع.

ملاحظات الرئيس المتتالية على وزرائه، ومطالباته المتكررة بالإسراع في تنفيذ المشاريع التابعة لهم، يبدو أنها كانت العامل الأبرز في إخراج الوزراء من مكاتبهم والنزول للميدان.

لقد راوحت لغة تهديد بعض وزراءنا للشركات المنفذة للأشغال  مابين مبرر بتبعات الجائحة  وضاغط على الشركات من أجل الإسراع في التنفيذ بوجود رئيس الجمهورية كطرف لا يمكن تجاهله، كما قال وزير الإسكان والاستصلاح الترابي، والذي قال بالحرف الواحد: "لقد جئنا بالرئيس إلى المشروع واقحمناه فيه، وبالتالى يجب إنجازه فى الآجال المحددة، ولو أدى ذلك إلى تعطيل كل المشاريع الأخرى". 

غير أن الخوف من مخالفة استعجال الرئيس بسرعة إنجاز المشاريع لم يكن الوحيد الذي يخرج الوزراء لممارسة الضغوط على المنفذين.. فقرب التعديل الوزاري كان سببا قويا في هذا السلوك الوزاري غير المسبوق. 

صحيح أن ثمة وزراء قاموا بإصلاحات جوهرية في القطاعات المسندة إليهم، ويتوقع المراقبون بقاءهم في مناصبهم أو تكليفهم بحقائب جديدة في التعديل الوزاري المرتقب.. لكن ثمة آخرين سيجدون أنفسهم في الشارع نتيجة لضعف أدائهم وعجزهم عن إنجاز ما عهد إليهم بتنزيله من تعهدات رئيس الجمهورية في برنامجه الانتخابي "تعهداتي".

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

أحد, 16/01/2022 - 16:50