تشهد دول الجوار حراكا سياسيا يتطلب التعاطي معه رؤية واضحة ودبلوماسية هادئة ترتكز على التشاور والحوار والاستماع إلى الرأي والرأي الآخر دون إفراط ولا تفريط.
ومن هذا المنطلق جاء موقف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني من العقوبات المفروضة على الجارة مالي من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، متشبثا بالتمسك بالعلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين رافضا تعكير صفو هذه العلاقات بالانصياع لقرارات تسعى لحصار الشعب المالي والتدخل في شؤونه الداخلية.
فالوفد المالي رفيع المستوى الذي يقوم بزيارة لبلادنا في هذا الظرف بالذات دليل ساطع على اهتمام الحكومة الموريتانية بحسن الجوار وحفظ العهد لجارتها خاصة في وقت تتعرض فيه لعقوبات من بعض جيرانها...
أما الزيارة التي يقوم بها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء لبلادنا ولقائه مع فخامة رئيس الجمهورية الذي أكد له تمسك موريتانيا بموقف الحياد الإيجابي ملتزمة بعلاقات طيبة مع المغرب والجزائر ومستعدة في نفس الوقت لبذل ما في وسعها من أجل أن تعود المياه إلى مجاريها في مغربنا العربي الكبير...
وقد أوضح رئيس الجمهورية لمبعوثة الرئيس الدوري للمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا أن مصالح الشعبين الموريتاني والمالي في أن تظل علاقاتهما تسير في الخط الذي كانت عليه قبل اتخاذ المجموعة لقرارها بالعقوبات على جمهورية مالي ...
ومهما يكن فإن التعاطي الإيجابي مع مايدور من أحداث في دول الجوار يترجم بجلاء التزام رئيس الجمهورية بتغليب الحكمة والسعي في إصلاح ذات البين انطلاقا من قوله عز وجل ( لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) صدق الله العظيم