تداعت قلوب العرب بالسهر والمتابعة لعملية إنقاذ الطفل المغربي ريان، ذي الأعوام الخمسة، حيث تسمرت أسر بأكملها أمام الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي مترقبين لحظات الفرج، الذي ظلوا يتضرعون للمولى عز وجل أن يأتي به.
حالة التعاطف والتكاتف الفريدة في هذه المحنة انعكست دعاء ورجاء من معظم المتابعين، لكنها في بلد المليون شاعر تجلت قصائد اكتنزت بمشاعر التضامن وصادق الابتهال، حيث تسابق الشعراء في موريتانيا لتوثيق التفاعل شعراً بالفصحى وباللهجة المحلية (الحسانية)، في مقطوعات تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي.،. حيث قال الشاعر محمد الحافظ دياها:
يا رب نج من الأسواء ريانا
إنا عرفناك معطاء ورحمانا
واكتب لنا فرحا واكتب له فرجاً
فحال ريان ربَّ العرش آذانا
رددت موسى إلى أم له حزِنت
فرُّد ريان شبعاناً وريانا
أنقذت يوسف من جُبٍّ ومن حَزَن
أنقذه يارب مما همه الآنا
نجَّيت ذا النون من حوتٍ ومن ظُلم
فنجِّ ريان يا من فضله بانا.
من جهته، قال الدكتور محمد الأمين السملالي:
قلوبُنا شَفّها بالحزن ريانُ
وأَسبلتْ ضَرَعاً لله أجفانُ
ربّاهُ لطفَك إن ضاقتْ بنا حِيَلٌ
وأنتَ يا ربّ رحمانٌ ومنّانُ.
كما أدلى الشاعر الموريتاني المعروف سيدي ول أمجاد بدلوه، قائلاً:
أناجيك يا منان ريان نجه
ففي الحفرة الظلماء أرنو لوجهه
صغير بهذا الجب قد تاه خطوه
فحوصر تحت الترب في ضيق نهجه
وليس له إلاك رباه رحمة
وأوسع باب كي يعود لفجه
وحيد مضى يهفو إلى حضن أمه
وأحلامه العذراء أطياف برجه
تعثر والآهات تعصر قلبه
ولا شيء إلا الصمت في ليل أوجه
ينادي أبي اعذرني تأخرت عنكم
ضللت طريق البيت من بعد حجه
ولكن لطف الله اقوى من الدجى
ومن ضيق هذا الكرب من كل رجه
ومن بعد هذا العسر يسر فأبشروا
بني المغرب الأقصى الكرام بخرجه
نفرتم خفافاً بل ثقالاً جميعكم
لبسمة طفل حوصرت تحت درجه
ولا غرو ان كنتم أعزاء إنها
شهامة من في الدار تزهو كمرجه
أريّان لا تحزن فذا الكون شاهد
بأنك بدر في غيابات موجه
أخا يونس إني رأيتك واقفاً
تحدث معنى الصبر عن سر نضجه
لكل جواد كبوة غير أنها
بضحكة ريان ستعلو بسرجه.
وقال الشاعر الشعبي عبدالله حران:
يَالْقَـــدِيْرْ الْفَيْــــدَكْ تَيْسِيْرْ
لُمُــــورْ الِّ مَــنْهُــمْ عَــسِيْرْ
اوْفَيْـــدَكْ لَعْبِــــيْدَكْ تَدْبِيْرْ
لُمُــورْ الِّ مَنْـــهُمْ عَـــجْلاَنْ
تَحْفَـــظْ رَيّانْ افْــگعِرْ الْبِيْرْ
وجْمَــعْ بِيْهْ أمُّو يالسُّبْحَانْ
يَلّي نَجّيْتْ افْبَطِنْ الْحُوتْ
يُونَسْ، وحْفِظَتْ مْن النٍّيرَانْ
ابْراهِيْمْ، أُمَن كَيْــدْ اخُّـوتْ
يُوسَفْ.. يُوسَفْ، نَجّي رَيَـانْ.