رسالة موجهة إلي فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني
سيدي الرئيس
إننا نحن الشباب المشاركين في برنامج مشروعي مستقبلي النسخة الثانية بعد أن أعلنا في مناسبات سابقة عن حجم الظلم و الإجحاف الذي تعرضنا له في هذه النسخة وشرحنا وضعيتنا البائسة للرأي العام وقمنا بوقفات احتجاجية سلمية وتواصلنا مع كوكبة من نواب الشعب المحترمين لاطلاعهم على قضيتنا،كنا في كل تلك الخطوات المشروعة يحدونا أمل أن تستجيب وزارة التشغيل والتكوين المهني لمطالبنا وتتراجع عن خطواتها المجحفة التي اتخذت بحق مشاريعنا والتي لايراود الوزارة وطاقمها أدنى شك في أنها ستقضي بالفشل المحتوم على مشاريعنا وتجعلنا مضطرين للإختيار بين أمرين أحالهما مر ما أن نغير التزامنا بتنفيذ مشاريعنا التي قدمنا دراساتها مفصلة للوزارة أو نلتزم بنفس المشاريع التي لم تلتزم الوزارة بأخذ دراساتها بعين الإعتبار ورصدت لها مبالغ هزيلة لاتفي بشراء أبسط آلياتها واحتياجاتها، غاضة الطرف عن التأثير السلبي لهذه الخطوة على مستقبل مشاريعنا ضاربة عرض الحائط بكل ما وعدتنا به في دعايتها للبرنامج والتي على أساسها شاركنا فيه.
كما أن الوزارة لم تكتف بما قامت به من تلاعب ومماطلة وخرق للالتزامات والتعهدات التي سوقت لها إعلاميا؛ فقد أعلنت الوزارة أن الحد الادني للتمويلات هو (1500000 قديمة) وفي نفس الوقت فقد قررت تمويل أغلبية المشاريع بتمويلات دون الحد الادني الذي أعلنت عنه أي بمبالغ أقل من 1500000 وتتراوح هذه التمويلات أساسا بين (1300.000 و1100.000)
ولم تكتف الوزارة بهذه الإجراءات رغم فداحتها وإجحافها لتزيد عليها بإجراءات لاحقة من التعقيدات تصب في جعل الطريق للحصول على هذه التمويلات متعبا ومملا وطويلا ومغرقا في البيروقراطية والإجراءات المتسلسلة مما إضطر علي إثره الكثير من الشباب للانسحاب بعد أشهر من الإجراءات والانتظار مع هزالة المنتظر.
ومن هذه الإجراءات اللاحقة التي أتخذت الوزارة والمرفوضة بالنسبة لنا جملة وتفصيلا:
1- فرض البدء في فتح سجلات تجارية وأرقام تعريف ضريبية للمزيد من التطويل والتأخير وإرهاق الشباب بالإجراءات والتكاليف
2- اشتراط الحصول على إفادة تكوين في مجال تسيير وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة علما بأنه وبعد مرور أكثر من 7 أشهر علي انطلاق العملية لم يتلقي التكوين سوي 25 مستفيد من أصل 603
3- اشتراط أخذ التمويل بالمرابحة.
4- اشتراط عدة ضمانات موثقة؛ منها:
تعهد المستفيد بتسديد القرض
تعهد شخص ميسور بالتسديد في حال تعثر علي المستفيد تسديد القرض
تعهد بتوطيد عائدات المشروع
تعهد برهن المعدات
5- تقليص فترة الإعفاء من 6 أشهر إلى 4 أشهر.
7- تقليص فترة السداد من 60 شهرا إلى 48 شهرا وهو مايعنى زيادة الدفعات الشهرية.
8- اشتراط محل مناسب ومجهز لإقامة المشروع وهذا طبعا قبل الحصول علي التمويل ويشترط أن يكون المحل ملك للمستفيد أو أن يكون لديه عقد إيجار للمحل لمدة سنة على الأقل.
9- كما أن الوزارة وبعد تقليص القروض إلى أقل من الحد الأدنى للتمويلات الذي أعلنت عنها فإنها تعتزم تسليمه علي دفعات، هذه هي الحقيقة المرة التي لم تعلن، حين أخفت النتائج ولم تعلنها على أي وسيلة عمومية بعكس النسخة الماضية التي كانت شفافة وخالية من كل هذه التعقيدات.
إننا نحمل الوزارة كامل المسؤولية في هذه الإجراءات المجحفة التي ستقضي على مشاريعنا بالفشل رغم حاجتنا الماسة لها. ونحملها كامل المسؤولية في الاغتيال المبكر لصورة برنامج مشروعي مستقبلي الذي أراد له فخامة رئيس الجمهورية أن يكون مصباح أمل للشباب العاطل عن العمل والطامح للدخول في ريادة الأعمال المحترمة بأدوات وإمكانيات حقيقية ومحترمة وليست صور شكلية دعائية "كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا".
نطالبكم سيادة الرئيس بإنصافنا من وزارة التشغيل والتكوين المهني التي استغلت أبشع استغلال وضعيتنا كعاطلين عن العمل وباحثين عن سبل عيش كريم في بلدنا بوعود وتعهدات لم تلتزم بالحد الأدنى منها.
وفي الأخير إننا لنتساءل ونترك لكم حق الإجابة:
- هل كتب علينا ألا نستبشر ببارقة أمل الا صدمنا بعدها بخيبة؟ لماذا تتجاوز البرامج الطموحة في بلدنا تجربتها الأولى ثم تبدأ رحلة التراجع والسقوط بعد ذلك؟
- هل استصغرت وزارتنا المحترمة شأننا لدرجة أن تنظر إلينا هذه النظرة وتتلاعب على عقولنا وتدوس على آمالنا بهذه الإجراءات؟
- متى نرى مشروعا حقيقيا يحترم الشباب ويقدر قيمته ومكانته ويستثمر فيه بسخاء مؤمنا بأن الشباب هو مشروع مستقبل هذا البلد الحقيقي وشريان نهضته وتنميته.
- متى نستشير الشباب في شؤونهم ونجلس إليهم ونستمع لأفكارهم ونعمل على تمكينهم بلا تصنع ولا دعاية ولااستغلال؟
إننا في ختام هذه الرسالة المفتوحة لنأمل فيكم فخامة الرئيس التدخل العاجل لإنصافنا ورفع الظلم عنا وكسر حاجز العراقيل والصعوبات الذي أرهقتنا به الوزارة واستفذت به جهودنا ووقتنا وما تبقى لدينا من أمل.
عن المشاركين في برنامج مشروعي مستقبلي