افتتاحية الوئام/ استشهاد الطفل المغربي ريَّان.. مأساة تكشف المعدن النفيس

منذ اللحظة الأولى للاعلان عن سقوط الطفل المغربي ريان في بئر بعمق 32 مترا في بلدة إغران بالقرب من مدينة شفشاون، بدأ الملك محمد السادس يتابع الأزمة عن كثب، ويواكب تطورات هذا الحادث المأساوي، مصدرا تعليماته السامية لكل السلطات المعنية، قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة، وبذل أقصى الجهود لإنقاذ حياة الطفل العالق. 

وخلال اجتماعها الأسبوعي، الخميس الماضي الذي صادف اليوم الثالث لمأساة الطفل ريان، ناقشت الحكومة المغربية موضوع إنقاذ الطفل، حيث قدم وزير الداخلية مداخلة في الموضوع.

لقد استنفرت الحكومة، بتعليمات ملكية سامية ومتابعة دقيقة ومستمرة من جلالة الملك، كل طاقاتها من طواقم حفر وإنعاش طبي وأمن، واستقدمت الآليات الضرورية وسيارات الاسعاف والطائرات المروحية لضمان إخراج الطفل ريان ونقله للعلاج في المستشفى. 

العشرات من المهندسين و التقنيين و الخبراء و المئات من رجال الوقاية المدنية وضعوا ارواحهم على اكفهم من اجل انقاذ تلك الروح البريئة، فالمغرب ليس في موقع لينعت بأنه لا يتوفر على آليات وخبرة لتدبير هذه الوقائع، ولا مشكل لديه لطلب المساعدة الخارجية، فالخبرة والتجربة والكفاءة واللوجستيك والعزيمة والإرادة... كلها أمور وعوامل تضافرت وتكاملت طيلة أيام الحفر ومحاولات الإنقاذ. 

لقد عبر جلالة الملك محمد السادس عن تقديره للجهود الدؤوبة التي بذلتها مختلف السلطات والقوات العمومية، والفعاليات الجمعوية، وللتضامن القوي، والتعاطف الواسع، الذي حظيت به أسرة الفقيد، من مختلف الفئات والأسر المغربية، في هذا الظرف الأليم. 

هذه المأساة أوضحت للعالم مدى اهتمام السلطات المغربية بحياة مواطنيها، ومدى استعدادها للاستنفار من أجل الحفاظ على أمن الشعب ورفاهه أينما كان.

إن حجم التعاطف مع مأساة أسرة الطفل ريان والتفاني الكامل المتكامل في محاولة إنقاذه، كانت السبب الأبرز في موجة التعاطف العالمي مع القضية. فكم من طفل فُقِد أو مات في الكثير من دول العالم دون أن يجد حظه من الاهتمام بسبب إهمال سلطات بلده له.

لقد خلفت مأساة أسرة الطفل ريان شعورا عالميا بأهمية الإنسان المغربي لدى الملك والحكومة والشعب، وكيف يتم وضع كافة خبرات البلاد ومقدراتها رهن إشارة المواطن أينما كان في أرض المملكة، كما شاهد العالم لوحة تضامن فريد بين المغاربة في مختلف الأقاليم، وكيف أن الصحراوي المغربي يجازف بحياته لإنقاذ أبناء وطنه، حتى ولو كانوا في ركن قصي وبعيد من إقليمه، مجسدا الوحدة الترابية في سلوكه الوطني والإنساني السامي.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

أحد, 06/02/2022 - 09:35