المرأة هي الأم التي صنعت من التضحيات والبطولات حياةً مليئةً بالحب والفخر للأبناء وهي الزوجة والحبيبة التي تنشر عبق الحب، والطمأنينة في أرجاء الحياة، وهي الأخت والجدة ...
إذاً فالمرأة هي أم الإنسانية جمعاء وبدونها لا يكتمل المجتمع، ولقد حقّقت المرأة الكثير من الإنجازات على كلّ من الصعيد الاجتماعي، والاقتصادي، والعلمي متخطية كل الحواجز والعقبات التي كانت تواجهها في الماضي لتحمل رسالة مجدٍ، وفخر للعالم كله بما حقّقته من انتصارات متواصلة فلقد أصبح للمرأة دورٌ كبير في كلّ منصب من مناصب الحياة
ولقد جاء يوم المرأة العالمي ليثمن جهود حواء وتضحياتها فأضحى العالم كلّه يحتفل في الثامن من آذار من كل عام بهذا اليوم المجيد ، وكانت فكرة الاحتفال بيوم المرأة قد ظهرت لأوّل مرّة في الفترة التي شهد خلالها العالم توسّعاً صناعياً، واضطرابات ونمواً في السكان، وظهرت فيها الأيدلوجيات الراديكالية، وذلك لما كانت تعاني منه المرأة من اضطهاد وسلب للكثير من الحقوق ممّا جعلها تطالب بحقوقها في كثير من المظاهرات التي قامت في كثير من الدول في العالم، وخصوصا في كل مجتمع يدعي الدمقراطية ولا يسوده العدل ولكن جاء الإسلام ليكرم المرأة وجعل لها الكثير من الحقوق التي تضمن بها كرامة حياتها، فلها حقّ التملك والتعلّم، والعمل، ومن صور تكريم الإسلام للمرأة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيراً فإنهنّ عندكم عوان) ولقد منح الإسلام المرأة القيمة بإقرار حقوقها الإنسانية الطبيعية، وأحاطها بالعناية والرعاية، ورفع مكانتها بين الأمم لأن دور المرأة في المجتمع إنشاء جيل طموح فهي المربية الأولى في المجتمع والمساهمة في بناء حضارات الامم. خاصة اذا كانت المرأة عاملة فإنها بذلك تصبح عنصرا فاعلا ومساعدا في الإنفاق على أسرتها وتتوليها الكثير من المناصب القيادية، والاجتماعية مما جعل لها دورا بارزاً في المجتمع. تعمل المرأة في الكثير من الوظائف التي تساهم في تطوّر المجتمع كالتمريض، والتعليم، والطبّ، والاقتصاد. مما خولها محاكات الرجل في شتى المجالات
وقد أبى التاريخ إلا أن يذكرنا بنساء خالدات في الاذهان والوجدان ومنحن حواء الشجاعة بأن تنهض بنفسها وان تدرك بأن ساعة التغيير قد أزفت ومن بين النساء الرائدات في مجالهن واللاتي كتب التاريخ عن إنجازاتهن
الأم تيريزا التي حازت على جائزة نوبل للعمل الخيري في العالم وايضاً لن ننسى العالمة ماري كوري التي حازت على جائزة نوبل في الفيزياء بالإضافة لفخر النساء السيدة فاطمة الفهري التي أسست أوّل جامعة في العالم عام 859م ...
وفِي الاخير على الرجل ان يعلم بأن عظمته من عظمة المرأة وعظمة المرأة من عظمة نفسها وبأن يمجد هذا اليوم معها
لأن المرأة كالزهرة إذا اقتلعت من مكانها تتوقف عن الحياة ،وبين هذا وذاك لن نقول إلا كل عام وحواء بألف خير
بقلم: حنان محمد سيدي