افتتاحية/ على مالي أن تختار.. فللصبر حدود وقد أوشك على النفاد

الوئام الوطني (افتتاحية) يبدو أن صبر موريتانيا على الحماقات التي بات الجيش المالي المتمرد والمنقسم على نفسه يرتكبها بحق مواطنينا داخل حدود بلاده، بدأ ينفد. 

لقد طوت الخارجية الموريتانية قاموس الهدوء الدبلوماسي، ولغة التفهم وتعليق الأمل على سلطة باماكو لفرض احترام الجوار وتأمين المواطنين الموريتانيين على أراضيها. 

فالوزارة رأت أن الكيل قد طفح، وأن لحظة إحالة الملف لوزارتي الداخلية والدفاع قد أزفت، لكنها تركت الباب مواربا أمام تطمينات جدية من طرف الحكومة المالية، باعتبار أن البيان هو الإنذار الأخير، فلا وقت بعده لغير الإنذارات التي تتجسد على أرض الميدان.

لقد جاء بيان وزارة خارجية موريتانيا شديد اللهجة، على غير عادتها، فدبلوماسيتها تعمل بشكل مستمر على توطيد عرى الأخوة وحسن الجوار مع الأشقاء والأصدقاء، غير أن الحوادث المتكررة ضد مواطنينا العزل من طرف الجيش المالي لم تترك مجالا لخطاب دبلوماسي هادئ ومتزن دأبت عليه الدبلوماسية الموريتانية عبر السنين. 

لقد ظلت لقاءات أعضاء الحكومة مع سفراء الدول في نواكشوط مندرجة تحت عناوين تطوير التعاون وتعزيز الشراكة، غير أن الأحداث المأساوية والمتكررة ضد مواطنينا في مالي جعلت من دخول سفير باماكو لوزارة الخارجية، تلبية لاستدعاء مستعجل، حدثا غير مسبوق، فالاحتجاج شديد اللهجة كان الموضوع الوحيد.

كانت عبارات الاحتجاج واضحة لا لبس فيها، "قوات نظامية مالية، على أرض مالي، ترتكب أعمالا إجرامية في حق مواطنينا الأبرياء العزل”.

البيان هدد بانضمام موريتانيا إلى الدول التي تفرض حصارا على مالي، بسبب الانقلاب العسكري، قائلا إن أرواح الموريتانيين "ستبقى فوق كل اعتبار"، وهو تهديد يجب أن تحسب له سلطات باماكو ألف حساب، فدولتهم حبيسة وتعاني حصارا قويا من الأشقاء في الجنوب، وانفلاتا أمنيا في الشرق والشمال، وتكاد تكون حدودها الغربية مع موريتانيا متنفسها الوحيد. 

إن ما بعد بيان وزارة الخارجية الموريتانية لن يكون كما كان قبله، فسلطات مالي اليوم مخيرة بين تحمل مسؤولياتها كاملة عن حياة مواطنينا على أراضيها، أو التفريط في آخر جار صديق يحب الخير لها ولشعبها، فصبر موريتانيا له حدود، وقد أوشك على النفاد. 

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

أربعاء, 09/03/2022 - 09:11