إن الإنسان السوي بطبعه عندما يرى اخاه الإنسان يقتل بدم بارد ظلما و عدوانا لابد انه ستهزه شحنة قوية من الغضب الممزوج بالتعاطف ذالك لأن المعتدى عليه انما هو كائن يشترك معه في النوع البشري والتكريم الذي حبى الله به الجنس البشري دون غيره ويزداد الأمر اذاكان المعتدى عليه يزيد على ماسبق بانه تجمعه واياه رابطة الدين والوطن وصلة القربى
إن الاعتداءات الآثمة والأعمال الإجرامية الحقيرة التي تعرض لها ابناؤنا الأبرياء في الشقيقة مالي مؤخرا لهي أمر جلل وخطب عظيم يندى له الجبين ومن اقترفها لابد ان ينال العقوبة المستحقة جراء ماقترف وسينالها باذن الله
ان هذ الفعل الشنيع يحتاج إلى ردة فعل وكل فعل يتطلب غالبا ردة فعل من نوع ما احيانا تكون ليست من جنس الفعل واحيانا تكون من جنسه وقد تكون مساوية له او اثقل منه او اخف لكن ردة الفعل دائما تنقسم إلى قسمين عقلانيه وغير عقلانية او لا ارادية والحكومة الموريتانية كجهة بيدها مقاليد الأمور في البلد يفترض ان تكون ردة الفعل عندها دائما عقلانية بمعنى انها تكون ردة فعل تاخذ في مضامينها ابعاد الأمور وخفاياها وتعكس من وجه آخر البعد الديني الحضاري للبلاد وهو ما وفقت فيه الحكومة الحالية في ردها على احداث مالي المؤسفة
إن المتتبع لما يجري على ارض الشقيقة مالي يدرك أنها دولة تعيش فوضى عارمة وان الدولة فيها ذا ماستثنينا العاصمة وضواحيها_تكاد تكون فا قدة للسيطرة على باقي اجزاء البلاد او نقول انها على الاقل فاقدة للسيطرة الكلية وبالتالي من الإنصاف بمكان مراعاة تلك النقطة عند تحميل النظام المالي المسؤلية عن ما اقترف في حق مواطنينا
كما ان الشبه الذي يرقى إلى حد التطابق بين الموريتانين و الإخوة الازواديين الذين يخوض الجيش المالي حربا مع بعض مجموعاتهم أمر هو الآخر قد يدعو ذالك الجيش غير المنظم بما فيه الكفاية الى ان ياخذ مواطنينا في تلك المناطق بجريرة اخوتنا الازواديين لأسباب مختلفة وبالتالي ينبغي على مواطنينا توخي الحذر و يدركو ان مالي ليست كما كانت و زيارتها او السكن فيها حاليا يعتبر من اكبر المخاطر
الثالثة والأخرى ان فرنسا التي اخرجها الحكام الجدد لمالي من ديارهم واموالهم غير راضية عن الموقف الموريتاني تجاه مالي ومن تتبع الإعلام الفرنسي مؤخرا يدرك الأمر جليا ذالك ان موريتانيا لم تخضع للإرادة الفرنسية في ازمة مالي ولم تبارك او تساير حصار منظمة اقتصاد غرب افريقيا لها ذالك الحصار الذي جاء باوامر وضغوط فرنسية الشيء الذي جعل فرنسا حاليا تسعى جاهدة عبر اذرعها في تلك المنطقة الى تسميم الأجواء بين موريتانيا و مالي وجرها الى اتون حرب تعرف بدايتها لكن لايمكن التنبؤ بما ستؤول إليه لأن مالي الآن اصبحت ساحة صراع للكبار......
انطلاقا مما سبق يتجلى لنا ان ردة فعل النظام الموريتاني كانت على المستوى الذي يليق فقد كانت موريتانيا صارمة من جانب عندما استدعت السفير المالى و وجهت له توبيخا واضحا الشيء الذي نتج عنه ارسال الحكومة المالية لوفد رفيع المستوى الى نواكشوط من اجل الإعتذار و التعزية معا للحكومة والشعب الموريتانيين ومن جانب آخر لم تقبل ان تنجر الى حرب مالي اوحصارها وهو ماتتمناه فرنسا حاليا
وهذ السلوك الراقي والمتحضر من حكومتنا هو ماتتطلبه المرحلة حاليا وهي مرحلة خاصة تتطلب منا كشعب الإتحاد والصبر وتناسي الخلافات السياسية والفكرية وغيرها فذالك اهم عوامل القوة في اوجه الأزمات التي نرى من حولنا و التي نرجو ان تكون باذن الله سحابة صيف سرعان ما تنقشع
وخلاصة القول أن دعوة البعض الى ان تكون ردة الفعل بإشعال الحرب أو فرض الحصار على مالي انما هي ردة فعل عاطفية و غير عقلانية واذا قمنا بها نكون اوقعنا انفسنا تماما في الفخ الذي نصبه لنا الاعداء
احمدو ولد محمدلولي