مالكم كيف تحكمون !../ بقلم عثمان سيدي أحمد

تابعت كغيري من المواطنين الفقرة القصيرة المجتثة من حديث صادق بين فخامة رئيس الجمهورية ونخبة من الجالية الموريتانية في اسبانيا .
وبالرغم من وضوح ان الفقرة مجتثة من حديث بقصد او بغير قصد ،وبالرغم من ما اثارته من تاويلات مختلفة وما تم تحميلها اياه من معان معينة اغلبها خارج السياق متهافت الطرح ، فانني خرجت من الاستماع لها بتمعن بالملاحظات التالية :
- كان فخامة الرئيس واضح الرؤية من خلال اجابته بصورة واضحة .
- كان يتحدث بنبرة واثقة عكس ما حاول البعض ان يضفيه على السياق ، فقد طمأننا جميعا بان الواقع صعب -وهذا نعرفه جميعا - ولكن الآفاق واعدة ، فهل علينا ان نطمئن لمن يحدثنا بصدق لننطلق من ارضية الواثق ، ام من يبني لنا احلاما من سراب ؟
- لقد كان فخامة الرئيس موفقا -وكأنه يعرف مسبقا ردة فعل طائفة منا تعيش في الماضي- وذلك عندما اشار الى انه لايريد من الصورة التي قدم لهم وهو يعتبرهم نخبة سافرت ورات العالم ، لايريد ان يغلق امامهم باب الطلبات من الدولة ولكن فقط ليعرفوا الواقع ويحاولوا كجالية ان ينظموا انفسهم ويكون لهم عائد كبير على البلد .
- لقد فاجأت الفقرة المشهورة الجميع فهي رغم انها في حديث داخلي بين رئيس ونخبة من جالية البلد ،تحسب كثيرا لصالح الرئيس من حيث الاهتمام بجميع ابناء الشعب واحترامهم ومخاطبتهم كشركاء في بناء الوطن و تحميلهم المسؤولية كاملة غير منقوصة .
يمكننا فهم حقيقة ما يريده الرئيس لهذا الوطن اذا علمنا ان بلدان المنطقة تستفيد كثيرا من ما تدره جالياتها عليها من اموال وخبرات ، ان المرارة التي تكلم بها فخامة الرئيس يمكن فهمها ايضا اذا علمنا ان بلدا كبيرا مثل الصين  يحتل الصدارة في الاقتصاد العالمي قد قفز كثيرا في العقد الاخيرمن خلال جالية منتشرة في جميع انحاء العالم وتزيد على ستين مليونا ،تدر عليه ما يزيد على 26% من دخله القومي ، لقد كانت محاولة فخامة الرئيس جعل الجالية اكثر حضورا وفهما مفهومة جدا .

اثنين, 21/03/2022 - 12:47