أكد الخبير الزراعي المغربي الدكتور عبد الله وهبي، مدير مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالمملكة العربية السعودية سابقا، أن أصل نشأة "نخيل المجهول" يرجع إلى منطقة تافيلالت التابعة إداريا لعمالة الراشيدية، بالجنوب الشرقي المغربي، موضحا أنه تم تأكيد المنشأ من خلال تحليل الحمض النووي لعدة عينات من نخيل المجهول من مناطق متنوعة بما في ذلك المغرب ومصر والولايات المتحدة الأمريكية، وابرز ان صنف المجهول هو نوع سلالة محلية وصنف أصلي (Landrace) من المغرب.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور وهبي في فعاليات المؤتمر الدولي السابع لنخيل التمر، الذي احتضنته العاصمة الاماراتية أبوظبي ، والمنظم من قبل جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في الفترة ما بين 14 إلى 16 مارس الجاري، تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وعرف مشاركة زهاء 475 أكاديمي وخبير دولي يمثلون ما يناهز 42 دولة بحضور عدد من وزراء الزراعة في الدول المنتجة للتمور.
وخلال ترأسه جلسة حول صنف المجهول: الأصل، التوزيع، الزراعة، التسويق والخصائص، تناول الدكتور عبد الله وهبي فحوى دراسة مشتركة مع الدكتور عبد الوهاب زايد أمين عام جائزة خليفة لنخيل التمر والابتكار الزراعي، تحدث من خلاله عن تمر المجهول، “درة التمور”، مبينا اشتهاره بمظهره الجذاب، وكبر حجمه، ولونه البني وذوقه الممتاز ونكهته المميزة ، وله أهمية خاصة ومطلوب في السوق الدولية، وأشار إلى كونه الأغلى مقارنة بأنواع التمور الأخرى، مضيفا أن تمر المجهول يحتوي على بلورات سكر طبيعي تضفي بريقا خفيفا على بشرته، نكهته تحيل على العسل البري والكراميل.
وأضاف أن تمر المجهول من التمور عالية الجودة حيث كان يباع في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بسعر أعلى من الأصناف الأخرى في أسواق إنجلترا وإسبانيا، وكانت معظم التمور، آنذاك، التي تم إحضارها إلى أوروبا تأتي من تافيلالت.
وتابع وهبي أنه "في سنة 1927، تم نقل أحد عشر (11) فسيلة من صنف المجهول من بودنيب (تافيلالت)، المغرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية ووضعها في الحجر الزراعي في ولاية نيفادا، وفي 1936 بقيت تسعة (9) فروع وأنتجت 64 فرعا جديدا، وتم نقل جميع الفروع إلى محطة أبحاث وزارة الزراعة الأمريكية في إنديو، وفي سنة 1944، تم توزيع الفسائل على المزارعين في ولايتي كاليفورنيا وأريزونا. وفي سنة 1968، بدء توزيع فروع المجهول على المستوى الدولي".
وأوضح الخبير المغربي أن تمور المجهول يتم انتاجها حاليا بكميات مهمة في أكثر من 10 دول، وتنتج حوالي 108000 طن، مبينا ان عدة دول أخرى تقوم بزراعة صنف المجهول بكميات كبيرة، واضاف أن إنتاج المجهول عالميا يناهز 94 المائة من إجمالي التمور المنتجة في المكسيك و70 في المائة من إجمالي التمور المنتجة في الأردن وتتزايد حصته من إنتاج التمر في المغرب ومصر بشكل تدريجي.
ولفت إلى أن " صنف المجهول من بين الأصناف الأكثر حساسية لمرض وبالتالي اختفت تموره الطازجة من الأسواق الأوروبية بعد ذلك، وانخفض إنتاجه بشكل كبير".
وأفاد الدكتور عبد الله وهبي أنه من المتوقع أن يزداد إنتاج تمور المجهول بشكل كبير خلال السنوات القادمة، وذلك بسبب الشروع في إنتاج عدد كبير من أشجار النخيل الصغيرة زرعت على مدى السنوات الخمس الماضية في العديد من البلدان المنتجة للمجهول، وكذا زراعة عدة ملايين من نخيل المجهول في مناطق واسعة جديدة، خاصة في المغرب ومصر.
عبد العزيز اغراز/ صحفي مغربي