خاص الوئام/ غزواني يشخص الوضع ويقدم الحلول حول مخاطر التصحر

لاحظ المحللون أن خطاب رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، في العاصمة الإيفوارية، خلال الدورة الـ 15 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة حول مكافحة التصحر، كان قيما بحيث تميز عن جل الخطابات بأنه قدم تشخيصا جيدا للوضع وحلولا وصفت بـ"العميقة والمهمة"، بقوله ان "المعلومات المتاحة تشير إلى أن تدهور الأراضي قد وصل إلى نسب تنذر بالخطر في جميع أنحاء العالم: إذ تدهور بالفعل ما يصل إلى هكتارين من كل خمسة هكتارات". وربط رئيس الجمهورية في خطابه بين تدهور الأراضي وانهيار الاقتصادات، فقال "إن تدهور الأراضي يجعل اقتصاداتنا أكثر هشاشة وعرضة للخطر، ويهدد أمننا الغذائي ويضعف قدرة سكاننا على الصمود ويهدد نصف الاقتصاد العالمي".

 

وعلى مستوى آخر، ربط رئيس الجمهورية بين الجفاف وعدة ظواهر هدامة مثل "مضاعفة الهجرة غير النظامية وتفاقم النزاعات والتوترات من أجل النفاذ إلى المياه والأراضي الخصبة".

 

وقال رئيس الجمهورية إن "موريتانيا، كما هو الحال في بلدان الساحل الأخرى، عانت من وطأة سنوات عديدة من الجفاف أدت إلى إزالة الغابات وتدهور التربة، وبالتالي إلى خسارة مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة مما أسفر عن تضرر السكان خاصة الأكثر هشاشة والأقل قدرة على المقاومة والصمود مثل صغار المنتجين والمنمين".

 

وفتح الرئيس باب الأمل مشددا على أنه ما زال بالإمكان تفادي الأسوأ، فـ"مهما كانت خطورة الوضعية، فهي بالتأكيد ليست قدرا محتوما، إذ ما زال بإمكاننا دائما أن نتحكم في مصيرنا ونقلب الوضعية من خلال العمل على تأهيل التربة المتدهورة وحوكمة الموارد الطبيعية والتركيز على التكوين والإعلام ومحاربة الجفاف وتعبئة المصادر المالية الكافية لتنفيذ المشاريع المشتركة لمكافحة التصحر"، على حد تعبيره.

 

وذكر رئيس الجمهورية أن السور الأخضر يظل واحدا من أهم الحلول المتاحة، معتبر أنه "يشكل برنامجا رائدا يهدف إلى إعادة 100 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة إلى دائرة الإنتاج، ويعزز برنامج الاستخدام الواسع للطاقة الشمسية في المناطق الريفية للحفاظ على الغذاء وإنشاء سلسلة القيم المحلية مع توفير ملايين الوظائف الخضراء التي ستفيد الشباب إلى حد كبير".

 

وقال رئيس الجمهورية ان الأمن الغذائي رهين بـ"تثبيت الشباب في أماكنهم الأصلية ووضع وسائل الإنتاج وتوفير الثروات لهم، وحمايتهم من محاولات الهجرة غير النظامية ومن الإيديولوجيات المتطرفة".

 

وخلص الرئيس، في خطابه الذي أولته وسائل الإعلام أهمية كبيرة، إلى القول بأن "تعزيز التعاون الدولي ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى، ويجب علينا بشكل فردي وجماعي أن نستثمر في مجال مكافحة التصحر على نحو لم يسبق أن فعلناه من قبل، فلا يكفي فقط أن نجد حلولا مبتكرة، ولكن أيضا لابد من تطوير تضامننا بصورة أكثر فاعلية، فهذا ضروري لمستقبلنا المشترك".

 

لقد وفق رئيس الجمهورية في فهم العلاقة بين تدهور الأراضي وزيادة مساحات التصحر ونقص المساحات الزراعية وتدهور الغطاء الغابوي والنباتي، وما لكل ذلك من تأثير في هجرة الشباب والتوترات البينية، وما له من انعكاس سلبي على الاقتصادات المحلية. لذلك وصف المتتبعون خطابه، بمناسبة الدورة الـ 15 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة حول مكافحة التصحر، بأنه "قيّم ومفيد" وبأنه "ينير الطريق لأكثر الحلول نجاعة".

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

خميس, 12/05/2022 - 12:45