خطاب وزير الخارجية والتعاون خلال أشغال القمة الاستثنائية للاتحاد الافريقي المنعقدة فى غينيا

نص الخطاب

تشرفت بالمشاركة نيابة عن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في أشغال القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي حول الإرهاب والتغييرات غير الدستورية، المنعقدة اليوم الأحد في مالابو بجمهورية غينيا الاستوائية.

"صاحب الفخامة Joao Manuel Laureco رئيس جمهورية أنغولا الشقيقة رئيس الجلسة

صاحب الفخامة Teodoro Obiang Nguema Mbasogo رئيس جمهورية غينيا الاستوائية الشقيقة

صاحب المعالي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد

أصحاب الجلالة والفخامة والسعادة

أيها الحضور الكريم.

أود في البداية، ان أقدم التحية لجمعكم الموقر باسم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي لم يتمكن لأسباب طارئة في اللحظة الأخيرة، من حضور هذا المؤتمر الذي يوليه عناية واهتماما كبيرين. وأن أهنئ، باسم فخامته، صاحب الفخامة جواو مانويل لورنسو رئيس جمهورية انغولا الشقيقة على حكمته وحسن إدارته لجلساتنا.

وأن أهنئ قيادة الاتحاد الإفريقي، ممثلة في رئيس المفوضية صاحب المعالي موسى فقي محماد على العمل الدؤوب الذي يقوم به لتحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها الاتحاد الإفريقي.

وأنتهز هذه الفرصة كذلك لانقل لشعب وحكومة جمهورية غينيا الاستوائية الشقيقة، من فخامة الرئيس، خالص الشكر والامتنان على جودة التنظيم وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي حظينا بها منذ وصولنا إلى هذا البلد العزيز.

السيد الرئيس

لقد أصبحت ظاهرة الإرهاب خطرا وجوديا على قارتنا الإفريقية بعدما تضاعفت عملياته وازدادت أعداد ضحاياه بشكل مخيف، وتمددت جماعاته إلى كل أقاليم القارة، وارتبطت بالمجموعات الإرهابية الدولية، واستجلبت المقاتلين الأجانب والمرتزقة إلى الأراضي الإفريقية. وهو ما يحتم علينا وضع استراتيجية شاملة لاستئصال الإرهاب من قارتنا وترسيخ دعائم الأمن الجماعي لدولنا وشعوبنا.

وإن الجمهورية الإسلامية الموريتانية، انطلاقا من تجربتها في هذا المجال، ترى أن أي مواجهة للإرهاب يجب أن تكون شاملة، تأخذ في الاعتبار تقوية قدرات الجيش والأمن وتزويدهما بالوسائل الملائمة، وتعزيز التعاون الأمني بينها، فضلا عن تنمية المجتمعات، وتطوير اللامركزية والحكامة الرشيدة، ومجابهة الإرهابيين بالفكر والحوار وفتح باب المرجعات الفكرية أمامهم للرجوع للحق والاندماج في الحياة النشطة، اقتناعا منا أن القضاء النهائي على الإرهاب يستوجب القضاء على الفقر والجهل والتخلف والإقصاء.

السيد الرئيس

إن عودة التغييرات غير الدستورية لقارتنا ظاهرة يجب التصدى لها بكل حزم، فرغم نضالات الشعوب الإفريقية، وجهود الاتحاد الإفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية في سبيل ترسيخ الديمقراطية، ورغم اعتماد القادة الأفارقة للعديد من الوثائق القانونية لمواجهة هذه الظاهرة كإعلان لومي ولبروتكول المنشئ لمجلس السلم والأمن وغيره، فإن قارتنا تشهد موجة جديدة من التغييرات غير الدستورية، توجب علينا إعادة النظر في الاستراتيجية المتبعة لمواجهة هذا التحدي.

وإن بلادنا لتؤيد أي جهد إفريقي مشترك لترسيخ الديمقراطية ومواجهة التغييرات غير الدستورية في إفريقيا شريطة ألا يضر بمستوى المعيشة الهش للشعوب الإفريقية المعنية، وفي هذا الإطار فإننا نؤيد اعتماد القمة لإعلان مالابو.

وأشكركم والسلام عليكم ورحمة الله"

سبت, 28/05/2022 - 19:09