افتتاحية الوئام / "إنصاف".. أمل مواطنين استثنتهم قوانين وظلمتهم أنظمة

الوئام الوطني : يبدو أن قطار مساعي رئيس الجمهورية الهادف لرفع كافة أشكال التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تقف حجر عثرة في طريق نمو ورقي وازدهار هذا الشعب، يسير على سكة ضاربة في الأفق، ولها محطات متعددة وهامة، كلما حل بإحداها القطار المثقل بالوعود ترك خدمات وخلف إنجازات وأشاع أملا في نفوس الساكنة بأن ما كان خيالا يتمناه الناس، بات واقعا معاشا على الأرض، قبل أن يمضي في سبيله نحو باقي المحطات. 

اليوم، يصل هذا القطار لمحطة سبق أن قدم لها عربون تأمين صحي للفقراء والمعوزين. 

قطار الإنجاز حط رحاله، هذه المرة، في مصلحة أكثر من ثلثي أفراد الشعب بما تصل نسبته إلى 70% من سكان البلد لم يستفيدوا من التأمين الإجباري الذي تقدمه الوظيفة العمومية وشبه العمومية، ولا من التأمين الخيري الذي تمنحه مندوبية "تآزر"، لتحصل هذه النسبة الكبيرة من المواطنين على تأمين تكافلي ستقدمه مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تدعي الصندوق الوطني للتأمين التضامني في مجال الصحة العمومية "إنصاف"، سبيلا لتنفيذ تعهد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بتوفير تأمين صحي شامل. 

خطوة، ستؤدي خلال الفترة ما بين 2022 – 2024، إلى تأمين ما يزيد على نصف مليون فرد على الأقل من المواطنين الموريتانيين، بعد إنشاء هذه المؤسسة التي تأتي لغرض التكفل تدريجيا بجميع المواطنين الذين لا يحظون بأية تغطية تأمينية حاليا، بحسب وزير الصحة المختار ولد داهي. 

ما يميز هذا النوع من التأمين هو أن الدولة ستدفع عن مواطنيها الجزء الأكبر من تكاليفه لولوجهم إلى خدمات التأمين الصحي، في خطوة غير مسبوقة في تاريخ البلد.

الإعلان عن إنشاء "مؤسسة إنصاف" للتأمين الصحي التكافلي، جاء بعد أيام قلائل على اجتماع رئيس الجمهورية بمنفذي مشاريع الدولة، وإبلاغهم أنه لا مجال أمام التراخي في تنفيذها، وهو ما يبشر بأن التأمين الصحي الشامل لصالح شعب قرر ذات يوم تزكية البرنامج الطموح لرئيس الجمهورية "تعهداتي" فلم يخب له ظن، ولم بتسرب إليه ندم، رغم التداعيات الكارثية لجائحة كورونا وللحرب في أوكرانيا، فكان وفاء الرئيس بتعهداته السابقة وقود عزيمة شعبية لن تلين بأن تنال تزكيتهم لبرنامجه القادم نسبة أكبر من التأييد، ليقينهم أن ذلك البرنامج سيجد فرصا أعلى من التطبيق.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء