بحضور وزير البترول والمعادن...انطلاق ورشة عرض استراتيجية المحتوى المحلي لقطاع الصناعات الاستخراجية

انطلقت صباح اليوم  فعاليات ورشة عرض استراتيجية المحتوى المحلي لقطاع الصناعات الاستخراجية في موريتانيا. 

أشرف على افتتاح  الورشة معالي وزير البترول والمعادن والطاقة السيد عبد السلام ولد محمد صالح.

 

ويشارك في هذه الورشة ممثلون عن القطاع الخاص الوطني والشركات الدولية العاملة في قطاعا الطاقة والمعادن بموريتانيا.

وتهدف الورشة المنعقدة اليوم في نواكشوط، إلى: 
ـ  تقديم مشروع استراتيجية انشاء المحتوى المحلي في قطاع الصناعات الاستخراجية ؛
ـ جمع ملاحظات ومساهمات أصحاب المصلحة لاستكمال الاستراتيجية في صورتها النهائية

بمناسبة انطلاق الورشة ألقى وزير البترول والمعادن كلمة قال فيها :

"بمناسبة تنظيم عرض استراتيجية المحتوى المحلي لقطاع الصناعات الاستخراجية (النفط والغاز والمعادن).

"السيد رئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين
السيدة كريستينا ايزابيل باناسكو سانتوس، الممثلة المقيمة للبنك الدولي بموريتانيا
السادة والسيدات ممثلو شركات النفط والغاز والمعادن
السادة ممثلو شركائنا الفنيين والماليين، خاصة البنك الدولي
السادة والسيدات خبراء مكتب الدراسات الدولي KAISER وشركاؤه.
السادة ممثلو شركات القطاع الوطني الخاص.

أيها السادة والسيدات
1. بادئ ذي بدء، أرحب بكم في ورشة العمل التشاورية هذه التي تشكل تتويجا  لمسار  إعداد وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للمحتوى المحلي في الصناعات الاستخراجية (النفط والغاز والمعادن) التي تنظمها وزارة البترول والمعادن والطاقة.
أيها السادة والسيدات،
2. يشكل تعظيم تأثير القطاع الاستخراجي على الاقتصاد الوطني ودمج قطاعات النفط والغاز والمعادن في النسيج الاقتصادي الوطني أحد محاور برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني خاصة في شقه المتعلق بقطاع المحروقات والمعادن.
3. أيها السيدات والسادة  تدركون جيدا أن الصناعاتِ الاستخراجية، اذا لم تندمج في الدورة الاقتصادية قد توفر موارد مالية هامة الا انها قد لاتساهم بشكل حاسم في التنمية الاقتصادية ولا في التنمية الصناعية و ربما يكون دورها في التشغيل محدودا للغاية و تجارب بعض الدول المنتجة ماثلة امامكم على هذا  المجال .
4. ان دراسة الوضع الحالي لقطاعي المعادن والنفط تبين مع قدر من التفاوت ضعف اندماج هذين القطاعين في الدورة الاقتصادية وضعف مساهمتهما في المحتوى المحلى. واذا كان القطاع المعدني اكثر رسوخا في البلاد وبالتالي يقدم مساهمة معتبرة في تشغيل اليد العاملة  ومساهمة مهمه نسبيا في المحتوى المحلى بالنسبة للسلع والخدمات فان قطاع النفط والغاز لا يزال ناشئا ويتميز بقدر كبير من الصعوبة نظرا للتقنيات المتطورة المستخدمة في الحقول العميقة وعدم اليقين الذي يطبع تطوير واستغلال الحقول المكتشفة حديثا وهو مايفسر ضعف مساهمته حتى الان في المحتوى المحلى.
5. قدمت الدراسة التي ستعرض اليوم امامكم تحليلا معمقا لتجارب الدول المنتجة للنفط والمعادن  في مجال سياسات المحتوى المحلي حيث اتضح ان غالبية هذه الدول اعتمدت على تشريعات صارمة تفرض نسبا محددة من المحتوى المحلى دون مراعات تطوير العرض ودون مراعات مستوى التصنيع والتكوين في هذه البلدان مما نتج عنه عدم الوصول الى الأهداف المحددة وفي معظم  الأحيان تأخير بل والغاء المشاريع وانسحاب الشركات . ومن اجل تفادي هذه الحالات تقدم الدراسة تقييما لاستراتيجيات المحتوى المحلى في العديد من الدول المنتجة للنفط والمعادن مع دراسة مدى تماشي تلك السياسات مع السياق الوطني.

أيها السادة والسيدات،
6. تم إعداد هذه الاستراتيجية وفقا لمنهج تشاركي شامل كان الهدف منه  من بين أمور اخري إلى :
 وضع رؤية موحدة  للمساهمة الملموسة في إثراء وتنويع الاقتصاد الوطني من خلال تطوير المحتوى المحلى في قطاع ظل يشكل اهم محرك للاقتصاد الوطني .
 تقديم الآليات التي تسمح بالتنفيذ الفعال للاستراتيجية على المستوى المؤسسي.
 اقتراح آليات على المستوى التنظيمي والتشريعي لزيادة حصة المحتوى المحلي مع التحسين المستمر لمناخ الأعمال.
أيها السادة والسيدات،
7. تهدف هذه الورشة إلى:
 تقديم خلاصة عام من الدراسة والنقاش والتشاور مع جميع الأطراف المعنية والخبراء الوطنيين و الأجانب الذين يعملون مع القطاع في مجال وضع استراتيجية لتطوير المحتوى المحلى تتناسب مع مستوى نمو قطاع الصناعة الاستخراجية  في بلادنا  وأفق تطوره وتاخذ في عين الاعتبار  تطور النسيج الصناعي المحلى ومستويات التكوين الفني للعمالة في بلادنا كما تنظر بشكل عميق الى تجارب الدول الأخرى  من حيث نجاحاتها واخفاقاتها ومدى امكانية الاستفادة منها بالنسبة لبلادنا.

 تقديم تصور للأولويات التي يجب ان تركز عليها الاستراتيجية بالنظر الي السياق الوطني وتجارب الدول التي يمكن مقارنة وضعها بالوضع الوطني .

 تقديم تصور عن الفرص التي يمكن التركيز عليها  بالنظر الى القدرات الحالية للاقتصاد الوطني فيما يتعلق بالتشغيل وفي ما يتعلق بالمناولة -الخدمات  في قطاع المعادن وكذلك في قطاع النفط والغاز في بلادنا  كما تقدم الدراسات المجالات التي يمكن في الأمد المتوسط المشاركة فيها شرط القيام ببرامج تكوين مركزة لليد العاملة وبرامج رفع القدرات بالنسبة للمؤسسات المحلية.
 كما سيتم تقديم مقترحات بخطة العمل قصيرة الأجل التي يمكنها ان تساعد في الوصول لاهداف الاستراتيجية.

8. أيها السيدات والسادة ان المقترحات المقدمة امامكم اليوم مفتوحة للنقاش والاثراء ونتائج نقاشاتكم ستمكن من وضع اللمسات الأخيرة على الاستراتيجية الوطنية لخلق محتوى محلى لقطاع الصناعا الاستخراجية .
أيها السادة والسيدات،
9. ان التحدي الذي اردنا رفعه من خلال هذه الدراسة ومن خلال الاستراتيجية التي تقدم اليوم امامكم هو خلق محتوى محلي مستدام لهذ القطاع ودمجه في الدورة الاقتصادية دون التاثير على جاذبية البلد للاستثمار التي هي الضمان الوحيد لاستمرارية نمو القطاع وتوسعه. 
10. ان التعاون بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص الوطني والأجنبي في جو من الشفافية و الحكامة الرشيدة وروح الشراكة سيكون ضمانة أساسية لنجاح هذه الاستراتيجية لذلك ستكون الوزارة حريصة على تكريس جو الشراكة والشفافية في جميع مراحل اعداد وتنفيذ هذه الاستراتيجية . وستكون أولى الخطوات المكرسة لهذا المسعى  وضع الية وطنية مكلفة بتسييرالاستراتيجية الوطنية لتطويرالمحتوى المحلى لقطاع الصناعات الاستخراجية ستكون من ضمن الأوليات في الأسابيع المقبلة. 
11. ان وضع تشريع واضح ومرن يهدف الى تطوير المحتوى المحلى بشكل تدريجي وياخذ في عين الاعتبار رغبة الشركاء في تحسين المحتوى المحلى من خلال برامج واقعية يقترحها هؤلاء الشركاء دون ان تفرض عليهم  سيكون أداة جيدة لسياسة تنمية المحتوى المحلى في بلادنا وسنسعى لوضعه في اقرب الاجال. 
أيها السادة والسيدات،
12. أغتنم هذه الفرصة لأشكر جميع شركائنا الفنيين والماليين وخاصة البنك الدولي الذي مول هذه الدراسة من خلال مشروع  PADG  والمخصص بشكل أساسي لتعزيز القدرات الوطنية   لتطوير وتسيير الموارد الغازية . كما اشكر مؤسسة التمويل الدولية”FCI” التي تعمل أيضا معنا لتطوير برنامج للمحتوى المحلى خاص بشركة كنروس تازيازت وكذلك التعاون الاماني  GIZالذ يساهم في الحوار بين الشركاء فيما يتعلق بهذه الاستراتيجية.
13. وكذلك أقدم الشكر لشركات النفط والمعادن وممثلي القطاع الخاص الوطني وكذلك كل الجهات المعنية بتطوير المحتوى المحلي المستدام والمُساهم في الرفع من مستوى التنمية الاقتصادية والصناعية للبلاد. 
14. كما أُثمن  مساهمة القطاعات الوزارية والشركات الوطنية التي شاركت الى جانب قطاع البترول والمعادن والطاقة في تاطير ومواكبة هذه الدراسة  .
15. وفي الاخير، فإنني على يقين أن أعمال ورشتكم هذه ستسفر عن تنقيح ومراجعة الأفكار التي المقدمة امامكم بموضوعية مع الاخذ بالاعتبار التجارب المماثلة الناجحة حول العالم وتكييفها مع  سياقنا الوطني من أجل الخروج باحسن المقترحات للاستفادة منها في الاستراتيجية الوطنية للمحتوى المحلي في مجال الغاز والمعادن.
وفي الأخير، أعلن على بركة الله افتتاح ورشة إطلاق عرض استراتيجية المحتوى المحلي في الصناعات الاستخراجية (النفط والغاز والمعادن).
أشكركم وأتمنى لكم ورشة عمل ناجحة".

 

 

ثلاثاء, 28/06/2022 - 11:19