افتتاحية الوئام/ الحنكة السياسة والمكاسب الاجتماعية.. جناحا مرحلة "الانصاف"

الوئام الوطني : لأول مرة في تاريخ موريتانيا يدرك القائمون على الشأن العام أن الحزب الحاكم ليس كغيره من الأحزاب السياسية التي لا تمتلك أكثر من خطاب سياسي ومواقف وبيانات وحزمة اقتراحات ووابل انتقادات أو غصون تزكيات.

لقد أدرك نظام رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني هذه الحقيقة فلجأ إلى تغيير اسم الحزب الحاكم من عنوان سياسي هلامي عام إلى صفة مشتقة من برنامج طموح يسعى لإنصاف المواطنين بغض النظر عن مشاربهم السياسية وانتماءاتهم الجهوية وتقسيماتهم الطبقية وأصولهم العرقية.

 إنه الحزب السياسي المعني بتنزيل تعهدات رئيس الجمهورية على أرض الواقع، وكل تلك التعهدات تصب في بوتقة واحدة هي إنصاف المغبونين والمظلومين والمهمشين.. وحتى إنصاف المتغولين من انفسهم حتى لا يمضوا في طريق ستدخلهم في نفق الاتهام والاستجواب والمحاكمة، فالكل أمام عدالة النظام الحالي سواسية، وقد ولى عهد استقواء البعض بموالاة السلطة، واستضعاف البعض نتيجة آرائه الحرة وانتقاداته الجريئة. 

إن مسار الحزب الجديد نصف السياسي ونصف الإنجازي، يتطلب قيادة من نوع مختلف، تتقن السياسة ودروبها الوعرة، وتقوى على الإنجاز ومتطلباته الكثيرة. 

لذلك، كان لا بد من اختيار شخص يجمع بين الخبرة والذكاء، وبين السياسي المحنك والتيكنوقراط الكفء، ليقود الأغلبية في مرحلة التحول الكبرى التي يشهدها الحزب والدولة والإقليم والعالم، خاصة وأن رئيس الجمهورية لم يعد مستعدا للمداهنة في تنزيل برنامجه الانتخابي وقد بدأ العد التنازلي لمأموريته الأولى، وفي الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات لتعزيز الأغلبية الرئاسية في الانتخابات البرلمانية والجهوية والبلدية بعد أقل من عام واحد. 

لقد جاء اختيار وزير التهذيب، محمد ماء العينين ولد أييه، لتولى رئاسة حزب "الانصاف"، ليضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، نظرا لما يتميز به من كاريزما وخبرة لفتتا انتباه رئيس الجمهورية، الذي كلفه بملف التعليم الشائك، ودفع به لواجهة النطق باسم الحكومة المشبع بالألغام، فكان التوفيق حليفه على الصعيدين. 

إن اختيار ولد اييه لهذه المهمة الصعبة، ذات البعدين السياسي والاجتماعي، لم يكن سوى قناعة راسخة لدى رئيس الجمهورية بأنه وجد ضالته في شخص ولد أييه، هدوءا ورزانة وحصافة وخلقا رفيعا، وهي أمور يتقاطع فيها رئيس الحزب الجديد مع رئيس الجمهورية نفسه. 

لقد مثل هذا الاختيار الموفق انحيازا للمواطنين، وثقة في الطبقة السياسية، وتزكية للشباب، ومخالفة إيجابية للعرف المعهود باختيار رئيس الحزب الحاكم من منحدري الخزانات الانتخابية الكبرى في ولايات الحوضين واترارزة ولعصابة. 

إنها الثورة على الروتين، استجابة لمتطلبات المرحلة سياسيا واجتماعيا، فجاءت نتيجتها اختيارا موفقا أجمع المراقبون على الإشادة به والتعويل على نتائجه خدمة للمواطن وتأمينا لأغلبية جديدة، وتحت يافطة حزب جديد بكل المقاييس. 

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

 

اثنين, 04/07/2022 - 21:28