رئيس مجلس المستشارين المغربي للوئام: برلمان موريتانيا شريكنا في المحافل الدولية والإقليمية (فيديو)

الوئام الوطني : في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة الوئام الوطني للأنباء  قال رئيس مجلس المستشارين المغربي، السيدالنّعمَ ميَّارَه، إن الجمعية الوطنية (برلمان موريتانيا) شريك للمجلس في المحافل الدولية والاقليمية. 

وأضاف السيد مياره، في مقابلة حصرية مع وكالة الوئام الوطني للأنباء على هامش زيارة يؤديها لموريتانيا تلبية لدعوة من رئيس الجمعية الوطنية السيد الشيخ ولد بايه، أنه يطمح لأن تكون هذه الزيارة بداية لفتح مجالات عديدة للتعاون بين المملكة المغربية والجمهورية الاسلامية الموريتانية، مشيرا إلى أن الدبلوماسية الموازية، كأحد المهام الموكولة للبرلمانات الوطنية، أثبتت عبر التاريخ انها جزء أساسي من الديبلوماسية الرسمية، وجزء أساسي في تقريب وجهات النظر بين الشعوب، بحسب تعبيره. 

وأضاف: "في هذا الإطار تدخل هذه الزيارة التي يقوم بها مجلس المستشارين المغربي إلى دولة شقيقة وهي الجمهورية الاسلامية الموريتانية، وبالضبط للجمعية الوطنية". 

وعبر رئيس مجلس المستشارين المغربي عن اعتقاده أن التجربة الموريتانية في المجال الديمقراطي "هي تجربة تراكمية فيها الكثير من العطاء والكثير من نضالات الشعب الموريتاني من اجل الحرية والديمقراطية وبناء دولة المؤسسات"، منبها إلى أنه اليوم، وعلى مستوى الجمعية الوطنية، "نجد ان هناك أغلبية وهناك معارضة ديمقراطية، وقد التقينا بالجميع، ونعتقد ان هذا التراكم يمكن معه اعتبار موريتانيا إحدى الدول التي تتمتع بديمقراطية حقيقية في مجال شمال إفريقيا الذي كثيرا ما تسود النزاعات والحروب في بعض مناطقه والأشياء التي تعيق تقدم الشعوب". 

وأوضح السيد مياره أن "تجربة الدولة الموريتانية بصفة عامة واهتمامها بالعنصر البشري، وهذا الاختلاف الذي لا يفسد في الكثير من الأحيان للود القضايا الكبرى للجمهورية الاسلامية الموريتانية، ساهم كثيرا في ان الديمقراطية الموريتانية تتطور بشكل كبير"، مؤكدا أن المغرب "ينظر لهذا التطور من منظور كيف يمكن تعزيز التعاون المشترك في ما بيننا في مجالات عديدة، اقتصادية وسياسية وبرلمانية، وفي تبادل الخبرات والتجارب، وفي تنسيق المواقف على المستويين الدولي والقاري والجهوي، وكيف يمكن أن تنسق البرلمانات لخدمة شعوب المنطقة، وهذا التفكير نابع من إرادة حقيقية داخل مجلس المستشارين، ومن توصيات جلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي يلح كثيرا على التعاون جنوب جنوب، الذي هو تعاون من أجل مصلحة شعوب الجنوب، وهذه المصلحة تقتضي منا كبرلمانيين تكاتف الجهود اولا، وتقتضي كذلك من دولنا وحكوماتنا تكاتف الجهود فيما بينها". 

وقال رئيس مجلس المستشارين المغربي أن توجه المملكة المغربية نحو هذا التعاون جنوب جنوب "ابتدأناه في امريكا اللاتينية بإنشاء المنتدى البرلماني الافريقي الامريكي اللاتيني، وهو الذي يتطور بشكل كبير"، منبها إلى أن زيارته لموريتانيا "ستتيح فرصة للتعاون جنوب جنوب"، مؤكدا أن موريتانيا "هي امتداد للمغرب وبوابة المغرب على كامل إفريقيا، كما الجمهورية الاسلامية الموريتانية يجب ان تعتبر ان المغرب هو بوابتها نحو أوروبا، وأن مصالحنا المشتركة والمصير المشترك يقتضي منا جميعا التفكير مليا بأوجه التعاون وإرساء الثقة المتبادلة، وكذلك أوجه تعاون تترجم المستوى المتنامي لعلاقات سياسية مميزة، وترجمة ذلك يجب أن يلمسها المواطن العادي في موريتانيا وفي المغرب"، على حد قوله.

كما عبر عن اعتقاده بأن الجانب الاقتصادي يجب يلمسه المواطنون في البلدين، مشيرا إلى ما تزخر به موريتانيا موارد طبيعية متنوعة، "فموريتانيا بلد زراعي بالطبيعة، وموريتانيا تمتاز بالثروة الحيوانية الكبيرة والسمكية، وبلد المناجم... فيمكن لموريتانيا أن تستفيد من المغرب في كل هذه المجالات، وخاصة في المجال الزراعي، وهو الطلب الذي ألحت عليه كافة الأطياف السياسية التي التقيتها في هذه الزيارة، لأن المجال الزراعي واعد في موريتانيا، خاصة في جنبات نهر السنغال بالجنوب الموريتاني، حيث آلاف الهكتارات من الاراضي الصالحة للزراعة، وملايين الأطنان من المياه التي تتدفق وتختفي في المحيط الأطلسي.. فكيف تستثمر موريتانيا هذه المناطق من أجل ضمان الاكتفاء الغذائي الداخلي فضلا عن التصدير لجهات أخرى". 

وأضاف أن المغرب بتجربته في الميدان الزراعي، "يمكنه أن يعمل مع موريتانيا تعاون رابح رابح، ويكون تعاونا من أجل استثمار فرص وآليات التعاون الحقيقي المبني على أهداف حقيقية وليس فقط اكليشيهات أو زيارات من أجل أخذ الصور أو من أجل إثبات وجود"، بحسب تعبيره. 

وقال: "يجب أن نكون براغماتيين وعمليين فيما يخص تعاوننا المشترك". 

ونبه السيد مياره إلى أنه تم الاتفاق مع الجمعية الوطنية الموريتانية على التنظيم السنوي للمنتدى الاقتصادي البرلماني، قائلا إنه سيكون مجالا رحبا لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين بشكل دوري بين الرباط ونواكشوط. ومؤكدا أنه سيلعبا دورا أساسيا في تقريب وجهات النظر وتقريب الخبرات في المجال الاقتصادي وفي جلب الاستثمارات بين البلدين، كما أنه سيكون مجالا مهما فيما يخص العلاقات الثنائية بين البرلمانيين في البلدين، معبرا عن طموحه بأن "نكون كبرلمانين جسرا لتعاون اقتصادي حقيقي مثمر بين البلدين". 

وفي مجال التنسيق حول مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، قال رئيس مجلس المستشارين المغربي إن برلماني البلدين اتفقا على ضرورة البحث في الاسباب الحقيقية للظاهرة، منبها إلى قرب موريتانيا والمغرب من الدول المصدرة للهجرة سيحد من حدتها، ويحد من المخاطر التي يواجهها المهاجرون غير الشرعيين. 

وثمن السيد مياره المجهود الذي تقوم به الجمهورية الاسلامية الموريتانية في مجال محاربة التطرف وظاهرة الإرهاب المتنامية في الساحل، "وهذه القوة الناعمة التي تتمتع بها موريتانيا في هذا المحيط المضطرب، فهي من الدول الاكثر استقرارا والأكثر محافظة على علاقاتها الثنائية مع محيطها، وهذه تجربة مفيدة يجب أن تستفيد منها المملكة المغربية"، كما قال. 

وحول جهود مجلس المستشارين المغربي لدى البرلمانات الدولية لتعزيز الوحدة الترابية للمملكة، أكد السيد مياره أن علاقة المجلس بقضية الوحدة الترابية للمغرب هي قضية كل المغاربة، "ونحن نتكلم عن ثوابت مغربية وعن الأشياء التي لا نتجادل فيها، وهي الدين الإسلامي والملكية والوحدة الترابية المغربية"، مشيرا أن مجلس المستشارين "عمل في الولاية الماضية وأكثر في هذه الولاية التي نرأسها حاليا على نسج العديد من العلاقات، خاصة في امريكا اللاتينية والتي استطعنا فيها أن ندحض مجموعة من المزاعم المتعلقة بالوحدة الترابية للمملكة المغربية".

واوضح أن مشكل الصحراء المغربية "افتعل في فترة ما ويجب على كل الدول ان تنظر بنظرة مغايرة لكل ما كان سائدا فيما يخص هذا الملف"، منبها إلى أن المغرب "لديه مقترح جريئ هو مقترح الحكم الذاتي الذي يمنح صلاحيات واسعة للصحراويين، وهو اقصى ما يمكن أن يمنحه المغرب وأن يتنازل عنه المغاربة لإخوانهم في الجنوب المغربي". 

وأضاف أن "البوليساريو ومن وراءها لم يقدموا أي حل للقضية منذ 1975 غير التعلق باستفتاء مستحيل نظرا لاستحالة تحديد هوية الصحراوي الذي يتميز تاريخه بالترحال ولا يمكن تحديد الصحراوي من غيره في منطقة كانت مفتوحة على أكثر من دولة"، على حد تعبيره.

الوئام سنتشر بحول الله  النص الكامل للمقابلة  يوم غد الاثنين. 

 

أحد, 17/07/2022 - 23:59