بحكمة وصرامة رئيس الجمهورية.. موريتانيا والعبور الآمن لأزمات العصر

الوئام الوطني : في ظل الأزمات العالمية الخانقة تحتاج الشعوب إلى قادة يكونون على مستوى التحديات التي قد لا يدرك الكل حجمها ولا خطورتها، وإن أدركها جل الناس، فقليل من يعرف كيفية التعامل معها حتى يتم اجتيازها بأقل الخسائر. 

لقد أدار رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، أزمة جائحة كورونا بحكمة مكنت البلد من تجاوز موجاتها التي ضربت البلد، فتضاعفت جهود التشغيل، وعمت قوافل العون، وتدفقت التحويلات النقدية للأسر الهشة في مختلف ربوع البلد، وتكفلت الدولة بتوفير التأمين الصحي لما يناهز ثلاثة أرباع مليون مواطن معدم، وأنشأت صندوقا خاصا بالتخفيف من آثار الجائحة استفاد منه موظفو الدولة وشركات السياحة التي تضررت بفعل تداعيات انتشار الفيروس عبر العالم.

وقبل هذا كله، استنفرت الدولة كافة طاقاتها الطبية والمالية والدبلوماسية لتوفير اللقاحات المضادة لكورونا والتكفل بالمصابين.

ولم تكد حدة تأثيرات جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي تتراجع قليلا، حتى اندلعت الحرب في أوكرانيا حاملة معها أزمات غير مسبوقة في الطاقة والغذاء، أدت لرفع كبير في أسعار الأولى، ونقص حاد في توفير الثاني.

وكما فعل في مجال التصدي لجائحة كورونا، لم ينتظر رئيس الجمهورية حصول كارثة غذائية متوقعة، فقرر النزول للميدان لدعم تحقيق أمن غذائي ذاتي، تطلبت ظرفية الخريف الجاري المبشر أن يبدأ بإطلاق حملة زراعية تركز في الوقت الراهن على الزراعة المطرية، والاستفادة من مياه الأمطار من خلال السدود التي تؤمن الاستفادة من مياه الأمطار على مدى اشهر من السنة.

وخلال إشرافه، أول أمس الخميس، من سد لكراير ببلدية كاعت التيدوم التابعة لمقاطعة تامشكط على انطلاق الحملة الزراعية للموسم 2022 – 2023، أكد رئيس الجمهورية أن مسألة الاكتفاء في المجال الغذائي، "لا يجب أن تكون مجرد خيار استراتيجي بعد الآن، بل أصبحت أكثر الحاحا من ذلك بل يمكن أن نعتبرها ضرورة لازمة لكونها في الحقيقة مسألة سيادة ومسألة أمن وهي أساس القدرة على الصمود في وجه مختلف الأزمات.

وأوضح أن تحقيق الأمن الغذائي على المستوى الوطني، مرهون بقدرتنا على تطوير زراعتنا بشقيها المروي والمطري.

وكما عودنا رئيس الجمهورية دائما على أن ما يقدمه مما ينبغي أن يكون، يكون مصحوبا بإنجاز على الأرض وبتعليمات فورية وصارمة، فقد أعطى التعليمات للحكومة بإنشاء وكالة خاصة للصيد القاري تعمل على استغلال وتطوير هذا النوع من الصيد والسيطرة عليه بطريقة جيدة بما في ذلك تربية الأسماك والبحث عن التجارب التي يمكن أن تعطينا التقدم في هذا المجال، معبرا عن إصراره التام على "دعم قدرتنا على الصمود بتطوير قطاعاتنا الإنتاجية وتحقيق الإكتفاء الذاتي وتطوير قطاع الزراعة بشقيه المروي والمطري".

ودعا ولد الشيخ الغزواني جميع مواطنينا، إلى "الاقبال على الزراعة بشقيها المروي والمطري"، مجددا دعوته لرجال أعمالنا في القطاع الخاص وكافة الفاعلين الاقتصاديين، "وأدعوهم إلى الاستثمار في هذا القطاع، لتحقيق الإكتفاء الذاتي في مجال الغذاء والتأسيس لتنمية شاملة ومستدامة".

وتشجيعا للمواطنين على المشاركة في هذه الحملة الزراعية، أعطى رئيس الجمهورية تعليماته السامية للحكومة، بتحمل تكاليف سفرهم من انواكشوط إلى أي مكان من الوطن يفضلون مزاولة الزراعة فيه.

لقد أكد فخامته على أهمية الزراعة المطرية التي تراجع الاهتمام بها منذ فترة ومنذ سنوات كثيرة بالرغم من كون هذه الزراعة الموسمية شكلت تاريخيا دعامة الأمن الغذائي في بلدنا، معبرا عن حرصه على أن تستعيد الزراعة المطرية دورها المحوري التقليدي في خلق فرص العمل وتوفير المواد الغذائية وتوفير مواد العلف وتثبيت السكان في مناطقهم.

وأوضح أنه يتعين علينا استغلال كافة المساحات المتاحة للزراعة المطرية في السدود وفي الوديان وفي الواحات و(التيمرن) أكثر من أي وقت مضى، مطالبا حسم النزاعات العقارية التي تحول أو تكون عائقا في وجه ذلك وإرساء قواعد انسجام وتكامل دائمين بين المزارعين والمنمين.

ونبه رئيس الجمهورية إلى أن تحقيق الأمن الغذائي على المستوى الوطني، "مرهون بقدراتنا على تطوير زراعتنا بشقيها المروي والمطري"، مؤكدا أن الحكومة "تبذل جهودا كبيرة لجذب الاستثمارات للقطاع وتوسيع المساحات المستصلحة وتوفير المدخلات الزراعية وتنفيذ العديد من البرامج و المشاريع المرتبطة بترقية الزراعة كفك العزلة عن مناطق الانتاج مثلا وكهربة مناطق الانتاج".

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

خميس, 07/07/2022 - 11:52