افتتحت، أمس الجمعة بدار السلام (جمهورية تنزانيا الاتحادية)، نهائيات الدورة الثالثة لمسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده.
وبحسب تقرير لوكالة المغرب العربي للأنباء حول الموضوع، فقد حضر حفل افتتاح المسابقة، التي تنظمها المؤسسة من 11 إلى 14 غشت الجاري برحاب مسجد محمد السادس بدار السلام ، على الخصوص، نائب رئيس الحزب الحاكم في جمهورية تنزانيا، عبد الرحمان عمر كينانا، والرئيس الأسبق للجمهورية، علي حسن مويني، ورئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بتنزانيا، مفتي البلاد، الشيخ أبو بكر الزبير بن علي امبو انا، والأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، فضلا عن ثلة من الشخصيات الدينية والدبلوماسية.
واستهل الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحضور عدد من القراء الأفارقة، منهم القارئ المغربي، إلياس المهياوي، ليتم بعدها عرض شريط وثائقي حول تأسيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة وأهدافها وأنشطتها المتعددة، فضلا عن تاريخ المسابقة.
وتشهد هذه المسابقة القرآنية، التي تنظم تنفيذا لتوصية المجلس الأعلى للمؤسسة المنعقد بفاس في دورته الثانية يومي 3 و4 نونبر 2018، الرامية إلى إجراء مسابقة قرآنية سنوية، حضور رؤساء وأعضاء فروع المؤسسة من 34 بلدا إفريقيا، ومشاركة ثمانية وثمانين (88) متسابقا يمثلون فروع المؤسسة الأربعة والثلاثين، الذين يتنافسون على مدار ثلاثة أيام على المراكز الأولى في ثلاثة فروع؛ وهي فرع الحفظ الكامل مع الترتيل برواية ورش عن نافع، وفرع الحفظ الكامل مع الترتيل بمختلف القراءات والروايات الأخرى، وفرع التجويد مع حفظ خمسة أحزاب على الأقل.
وفي كلمة بالمناسبة، قال الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، محمد رفقي، إن "تجربة المؤسسة في تنظيم دورات هذه المسابقة القرآنية أظهرت أن هذه المحطة السنوية تعتبر أداة من أدوات اكتشاف القدرات والمواهب الشابة "، مضيفا أن هذه المسابقة القرآنية تعتبر من "حسنات ومكارم" المؤسسة التي تنضاف إلى باقي جهودها العلمية التي يرعاها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس المؤسسة، خدمة للإسلام والمسلمين في كل الربوع الإفريقية.
وأكد أن المؤسسة ستضاعف الجهود من أجل مواصلة تنفيذ برامجها وخطط عملها المتنوعة وفاء منها لمبادئها وتحقيقا لأهدافها في سبيل حماية الإسلام وقيمه النبيلة في ربوع إفريقيا وتصحيح صورته، فضلا عن مواصلة العمل من أجل توحيد جهود العلماء الافارقة لخدمة الثوابت والقواسم المشتركة وتمتين جسور التعاون بينهم خدمة للأمن والاستقرار والتنمية في القارة.
من جهته، قال المشرف العام على المسابقة، عبد اللطيف بكدوري الأشقري، إن تنظيم هذه المسابقة بمثابة تأدية "واجب وأمانة" خدمة لدين الإسلام ، مذكرا بالعناية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على الدوام، للقرآن الكريم وأهله.
وبعد أن سلط الضوء على النسختين السابقتين من المسابقة، "واللتين كللتا بالنجاح على جميع المستويات"، أشاد بالمشاركة الهامة التي تسجلها هذه الدورة، بمن فيهم مشاركون لا يتعدى سنهم العاشرة.
وفي أعقاب ذلك، ألقى الخطيب ادريس الفاسي الفهري خطبة الجمعة بمسجد محمد السادس بدار السلام، ذكر فيها بالأواصر الروحية المتينة والعريقة التي تربط المملكة المغربية بأشقائها في عموم إفريقيا، وبالدور الهام الذي تضطلع به مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في إشاعة الفكر الديني المتنور.
يشار إلى أن مسابقة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده تروم، على الخصوص، العناية بكتاب الله تعالى حفظا وتجويدا، وربط الناشئة والشباب الافريقي المسلم بكتاب الله العزيز وتشجيعهم على حفظه وترتيله وتجويده، وكذا التشجيع على إتقان الحفظ للقرآن الكريم مع حسن الأداء ومراعاة قواعد التجويد.
وقد خصصت المؤسسة للفائزين الثلاثة الأوائل عن كل فرع من فروع المسابقة القرآنية مكافآت رمزية قيمة وتشجيعية، فيما أضيف للفائزين الثلاثة في فرع رواية ورش مبلغ تحفيزي إضافي لكل واحد من الفائزين.
كما خصصت مكافأة لأصغر المشاركين والمشاركات، وكذلك لفائدة أصغر حافظة وحافظ من جمهورية تنزانيا الاتحادية، فضلا عن مكافآت تكريمية تهم شيخا وقارئا من البلد نفسه، إضافة إلى مكافأة تشجيعية يستفيد منها باقي المتنافسين.