لم يترك رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، فرصة دون أن يغتنمها لإصدار توجيهاته النيرة وإعطاء تعليماته المتبصرة للحكومة وللإدارة، وذلك خدمة للمواطنين الذين يعتبرون الشغل الشاغل لفخامته، وتعتبر خدمتهم الركيزة الأساسية لبرنامجه الانتخابي والبرامج التنموية اللاحقة.
وفي أحدث توجيه للرئيس إلى أعضاء حكومته، أعطى تعليماته للحكومة، خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد أمس الأربعاء في دورته العادية، بضرورة المشاركة الفعالة في الحملة الزراعية وإعطاء الأوامر للأطر في مختلف القطاعات الوزارية بمباشرة التحسيس بأهمية الزراعة وخلق ديناميكية جديدة تشمل المنتخبين والفاعلين.
وفي هذ الإطار أكد أنه على القطاعات الفنية توفير الدعم اللازم من بذور ومعدات زراعية.
توجيه يناسب الظرف الزماني أطلق فيه، فموسم الأمطار في ذروته الآن، والأمطار شملت مختلف المناطق الزراعية وبغزارة غير معهودة منذ عقود، وهو ما حدا برئيس الجمهورية إلى اغتنام اللحظة المناسبة للدعوة إلى مؤازرة المزارعين بكل ما تمتلكه الدولة من وسائل وإرشاد ليأتي الحصاد على مستوى تطلعات فخامته، في هذا الظرف الدولي الذي يشهد أزمة في الحبوب بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا.
اهتمام رئيس الجمهورية بهذا المجال لم يكن لم وليد اللحظة، فهو إلى جانب كونه قد حاز نصيبا وافرا من برنامجه الانتخابي، كان موضوع خطاب هام أثناء إشرافه على افتتاح الحملة الزراعية 2022-2023 في سد لگراير بمقاطعة تامشكط بولاية الحوض الغربي قبل نحو شهر من الآن، حيث أكد فخامته أن مستقبل موريتانيا القريب “سيكون زاهرا ويتطلب ذلك منا أن ننبذ الكسل ونتوجه للعمل ونستغل مواردنا الطبيعية أحسن استغلال “.
وأضاف: “يهمني أن أؤكد على أهمية الزراعة المطرية التي تعد دعامة للأمن الغذائي في بلدنا وعانت كثيرا في السنوات الماضية
ونحن حريصون على أن تستعيد الزراعة المطرية دورها التقليدي في توفير الموارد وتثبيت السكان في مواطنهم الأصلية “.
وقال رئيس الجمهورية في خطابه: “أعطينا تعليماتنا للحكومة بتحمل تكاليف السفر للمواطنين الراغبين في السفر إلى المناطق الزراعية للمشاركة في الزراعة “.
و أكد ولد الشيخ الغزواني أن اختيار مقاطعة تامشكط العريقة بولاية الحوض الغربي، لإطلاق الحملة الزراعية هذه السنة، جاء للتأكيد على أهمية الزراعة المطرية التي تراجع الاهتمام بها منذ فترة، رغم كونها شكلت تاريخيا دعامة الأمن الغذائي في البلاد، موضحا أن السلطات حريصة على استعادة الدور المحوري التقليدي للزراعة المطرية في خلق فرص العمل وتوفير المواد الغذائية والأعلاف وتثبيت المواطنين في مناطقهم.
ونبه رئيس الجمهورية إلى ضرورة استغلال جميع المساحات الزراعية في السدود والأودية، وحسم النزاعات العقارية التي تحول دون ذلك، وإرساء دعائم تكامل بين المزارعين والمنمين؛ مشددا على أن ضمان الأمن الغذائي مرهون بتطوير قطاع الزراعة بشقيها المطرية والمروية، ومؤكدا أن الحكومة بادرت إلى جلب استثمارات كبرى للقطاع وزيادة المساحات المستصلحة وتوفير المدخلات الزراعية وفك العزلة عن مناطق الإنتاج وتزويدها بالكهرباء.
وأكد فخامة الرئيس أن تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي لم يعد مجرد خيار استراتيجي، بل أصبح أكثر إلحاحا وضرورة لازمة؛ لكونه مسألة سيادة ومسألة أمن، ولكونه أساسا للقدرة على الصمود في وجه مختلف الأزمات.
إنها النظرة السيادية التي تتمثل في الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي، التي جسدتها خطابات رئيس الجمهورية وتوجيهاته وإنجازاته على الأرض.
وكالة الوئام الوطني للأنباء