"هذه ليلتي!"/ محمد فال ولد سيدي ميله

ركبنا حصان الخيال الجامح. تحاورنا، تساءلنا، تمادينا وارعوينا. حاول صويحِبي جرّي إلى مغادرة الربع المهجور، الموحش، المقفر إلا من فحم الذكريات العذبة. رجوتُه المبيتَ حيث حُقّ المبيت، والبكاءَ حيث حُقّ البكاء. قلت له في سُؤْلي:

 

توقفْ بربع الشوق وابْكِ دفينَه   

 

فكل بكاء فيه كان قمينَه

 

تذَكـّرْ به حِبا وخِلا وجيرة

 

وصوتا رخيما لا نَمَلّ رنينَه

 

وغادِرْهُ قبل الفجر، واسْلك سبيلَ مَن

 

تصامَمَ عن أمْر وظلّ حزينَه...

 

آتاني سُؤْلي. فبتنا في المَهْمَهِ، نلتحف جوى الذكرى ونفترش صبوة الحنين. وعندما تبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، فتقنا حبالَ قلبِ ماض متفحم، وعدنا أدراجنا إلى جسْمِ حاضر "أنتم أدرى به".

 

اثنين, 12/12/2022 - 16:30