مهلا أيها الرئيس السابق.. فستار المسرحية أوشك أن يسدل

إيمانا منه بحتمية المحاكمة وما سيترتب عنها من إدانة وسجن، بسبب وجاهة الأدلة حول تورطه في عمليات فساد من الحجم الثقيل، عمد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز إلى تكثيف حضوره السياسي داخل البلد وخارجه، ليرسخ الانطباعا لدى الرأي العام المحلي والمنظمات الحقوقية الدولية بأن سجنه الحتمي جاء بسبب مواقفه السياسية كمعارض للنظام، وليس عقوبة مستحقة على جرائم الفساد.

لقد أصبحت غاية الظهور السياسي لدى ولد عبد العزيز مبررا لكافة الوسائل المدمرة التي بات ينتهجها، فلجأ إلى التنسيق مع المتطرفين في كل الحركات الممنوعة بقوة القانون، وتحدى القوانين التي ترفض الترخيص لنشاطاته بحجة ضبط الأمن، قبل أن يلجأ لصعود سيارته والتلويح لعدد من الأطفال والمراهقين، استثمارا لفضولهم وحماسهم ليضع بهم لبنة في صرح الدمار والخراب الذي أسسه قبل رحيله عن السلطة، مكرها هو لا بطلا.

ما لم يدركه ولد عبد العزيز، أو يتجاهله، هو أن حزب الرباط والمصفقين له اليوم إنما يتخذونه حصانا، يدير مئات المليارات المنهوبة من أموال الشعب، ليتبلغوا به، وهم يدركون جيدا أنه سيوصلهم في غاية الإنهاك وعدم قابلية الاستغلال لتحقيق المزيد من المكاسب.

كان عليه أن يحافظ على مركزه كرئيس سابق يحترم نفسه ودولته، ويحرص على أمن واستقرار بلده، وأن يدرك أن الرفاق والشعب صبروا عليه لأكثر من عقد من الزمن، وهو ينهب الثروات، ويدمر المؤسسات، ويغير الدستور والعملة والنشيد  الوطني  والعَلم، ويسب شيوخ المعارضة، ويتنكر لمقربي الموالاة، ويطرد الكفاءات، ويتاجر بالمواقف الإقليمية والدولية.

مهلا أيها الرئيس السابق، فستار المسرحية أوشك أن يسدل، لأن الوقت قد حان لرفع ستار العدالة، التي ستأخذ مجراها، وستصدر حكمها العادل جزاء وفاقا، وحينها فلا تسل عن رفاقك اليوم.. فلكلٍّ وجهة جديدة هو موليها. 

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

أحد, 01/01/2023 - 11:22