يقول الروائي والشاعر الجزائري مالك حداد إن الاصفار تدور حول نفسها .؛ وهذه الحقيقة تنطبق تماما على بعض النخب السياسية التي أعمتها النرجسية ودفعها الجنون إلى خيارات العدمية والسير بخطى حثيثة نحو القاع؛ نحو المجهول ..!
لا يمكن للناس أن تستمر طويلا في منح مسامعها للثرثرة ونشر التفاهة ، لأن الوطن أولى بسماعه والتفرغ لخدمته بعيدا عن المزايدة والتشكيك والتشويه ، وحري بمن يرى في نفسه أهلية لتصدر الشأن العام أن يعرك نفسه عركا مضنيا ؛ حتى يخلصها من النزعة الفردية والسادية الفكرية ، ثم يكسبها بعضا من الحكمة والكياسة والاعتدال ..
إن هذا الصراخ المتناثر هذه الأيام عبر الفضاء الأزرق كأزهار الشر ؛ يأتي كردة فعل يائسة للتقليل من الانجازات الشواهد التي يراكمها نظام فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على المستويين الوطني والدولي ؛ حيث توالت الإشادات والانبهار بالريادة الموريتانية في منطقة الساحل والصحراء ، وأعلنت القوى العالمية مجتمعة ومنفردة أن موريتانيا هي البلد الوحيد الذي يقف على قدميه في منطقة يخنقها الجوع والخوف ، فحين تعلن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي عن فخرهما واعتزازهما بالتجربة الموريتانية ، ويفتحان أذرع التعاون والشراكة على مصراعيهما ، في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ، فإن ذلك الاحتفاء والتقدير لا يمكن أن يكون إطراء أو تصفيقا ، بل يعبر عن حقيقة لاشية فيها وتعبير واضح وصريح عن قوة الرؤية الاستيراتجية التي تحكم البلاد .
تسارع الانجازات .. أربك الخصوم
لقد تسارعت وتيرة الانجازات والتعمير خلال السنة المنصرمة وشملت جميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ولعل خطاب فخامة رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى الثانية والستين لعيد الاستقلال الوطني ، يمثل وثيقة مرجعية لحصيلة الانجازات التي تحققت في هدوء وسكينة دون تطبيل ولاتزمير ـ رغم جدارتها وأحقيتها بكل تطبيل وتصفيق ـ في صبيحة يوم الاستقلال المجيد ، نزل فخامة رئيس الجمهورية للميدان وباشر إطلاق المشاريع التنموية من مدن الداخل حيث بدأت من مدينة تجكجة قلعة المقاومة ومهلكة رأس المستعمر ، سلسلة المشاريع التنموية الموجهة لداخل البلاد عبر طريق " تجكجة بومديد " الذي سيربط جنوب البلاد بشمالها " من غابو إلى ازويرات " بغلاف مالي وصل 4 مليار و44 مليون أوقية جديدة ، بالإضافة إلى تغطية حاجة مدينة تجكجة من الكهرباء ، وتشييد 6.5 من الطرق المعبدة داخل المدينة ؛ ثم حط فخامة الرئيس الرحال في مدينة الاقتصاد نواذيبو حاملا معه المشاريع التنموية من توسعة المناء المعدني الذي يشكل شريان التصدير لخامات الحديد الوطني بتكلفة بلغت 06,110705411 أورو ، إلى تدشين منشآت تنموية لتخزين وتعليب الأسماك والمنتجات البحرية ، ستخلق مزيد فرص العمل ورفع قدرة الشركة على التخزين والتوزيع؛ وفي مدينة العيون الجميلة ، أشرف فخامة رئيس الجمهورية على إطلاق حزمة من المشاريع التنموية لعل أهمها وأعظمها ؛ بناء وتأهيل 700 كلم من طريق الأمل الذي مثل شريان الحياة للدولة الموريتانية منذ الاستقلال و ربط معظم مدن الداخل بالعاصمة نواكشوط ، وتناهز تكلفة هذا المشروع الضخم 53 مليار اوقية على نفقة ميزانية الدولة ، كما شكلت زيارة رئيس الجمهورية لمدينة لعيون فرصة لتسليم 10 مقرات للمجالس الجهوية في عشر ولايات من الوطن ، و تمت تغطية حاجة مدينة لعيون من الماء والكهرباء وإنجاز شبكة طرقية داخل المدينة ؛ وفي مدينة " بوكي عروس نهر صنهاجة " ـ العطشى وهي في أحضان النهر ـ دشن فخامة الرئيس مشروعا لتزيد المدينة بالمياه الصالحة للشرب بتكلفة بلغت مليارا و 200 مليون أوقية قديمة على ميزانية الدولة ، بالاضافة إلى كهربة 5000 وحدة سكنية ، وتأهيل 100 كلمتر من طريق بوكي ـ كيهيدي بغلاف مالي بلغ 792802523 أوقية.
و في العاصمة نواكشوط ترتفع الانجازات افقيا وعموديا ،من بنية تحتية وطرق وإنارة ومباني حكومية ، لعل آخرها تدشين مقر لشركة معادن موريتانيا صاحبة النجاح الكبير والمردودية الاقتصادية المهمة وهي لم تتجاوز عامها الثالث ، وقد شكل تدشين مقرها فرصة أعلن خلالها رئيس الجمهورية عن إنشاء صندوق اجتماعي خاص بالحالات الإنسانية لنشاطات التعدين الأهلي؛ وضم منطقة "التماية" ، لأروقة شركة معادن موريتانيا.
يواصل النظام مراكمة الانجازات في فترة وجيزة من عمر المأمورية ، ورغم كل الإكراهات والتحديات تم التكفل وتوفير التأمين الصحي والمساعدات الاجتماعية لآلاف الأسر المتعففة ، وأصحاب الأمراض المزمنة ، ومضاعفة معاشات المتقاعدين والأرامل ، وزيادة رواتب الموظفين والعمال ، والانتصار على جائحة كوفيد؛ ـ التي لا تزال تأثيراتها متواصلة على الاقتصاد العالمي ـ وإصلاح الإدارة ومحاربة الفساد ، وإعادة هيكلة القطاعات الاقتصادية وضبط الأولويات ومنح عناية خاصة لقطاعات الاقتصاد الفعلي ذي القيمة المضافة العالية خاصة قطاع الزراعة ، والثروة الحيوانية ، والصيد البحري ، وإطلاق المدرسة الجمهورية التي كان خصوم النظام يراهنون على فشلها وهاهي تعبر بسلام ونجاح ، هذه الانجازات الكبيرة والمتنوعة ، و التي لم تمنح حقها من الدعاية والترويج تواجه اليوم سيلا من الدعاية السوداء لردمها وطمسها ، والواجب علينا كداعمين صادقين لهذا النظام الانخراط الفعلي في الدفاع عن انجازاته ورفعها عاليا لأنها تستحق ذلك؛ فلا يجوز لنا الصمت بعد اليوم .