افتتاحية/ بين النقص والقصور والمراجعة النقدية الدائمة.. اعتراف وانفتاح

كم هي جميلة ومؤثرة وباعثة على الثقة ومطمئنة على المستقبل، الاعترافات التي يدلي بها القادة كلما لاحظوا تقصيرا وتعثرا في إنفاذ قانون أو استكمال مشروع أو تطبيق تعليمات.

وكم تُشعِر تلك الاعترافات، المبنية على أسس موضوعية من تقصير فردي أو قصور بشري، الرأي العام بمدى ثقة القائد في نفسه، ومكاشفته لشعبه، واستعداده للتصحيح حيثما تم تحديد خطإ أو تسجيل إهمال أو اكتشاف فساد ناتج عن سبق إصرار وترصد. 

لقد طبعت ميزة الاعتراف والمصارحة والتصدي للاخطاء والتقصير، خطابات رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، وخرجاته الإعلامية، فكان آخرها ما استهل به خطابه اليوم خلال إشرافه على انطلاق المنتديات العامة حول العدالة بقصر المؤتمرات في العاصمة انواكشوط، حيث أكد أن "العمل البشري، بطبيعته، لا يخلو من النقص والقصور، وهو يحتاج دائما للمراجعة النقدية المنتظمة، التي هي بوابة تقدم وتطور المجتمعات، وأساس السعي المستمر إلى ما هو أتم وأكمل مما عليه الواقع".

وأضاف أنه "غالبا ما يكون إلحاح هذه الحاجة إلى المراجعة على قدر أهمية العمل المعتبر في حياة المجتمعات والشعوب"، موضحا أنه "ليس ثمة ما هو أكثر تأثيرا، ومحورية، في حياة الفرد والمجتمع، من العمل القضائي".

ونبه رئيس الجمهورية أن القضاء يستوجب لتأدية المهام الجسيمة، والنبيلة، على الوجه المنشود، "أن يكون قضاء مهنيا بما يتطلبه ذلك من تنويع التخصص والتكوين المستمر ودوام تحسين الخبرة، وأن يكون كذلك، في ذات الوقت قضاء مستقلا ونزيها، سهل الولوج، وسريع البت في القضايا من غير تسرع"، مشيرا إلى ما تم بذله من جهود كبيرة في "دعم استقلالية القضاء، بترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات، وفى تحسين ظروف عمل القضاة، وإصلاح وضعياتهم القانونية، وإعادة تنظيم مسارهم المهني، تمكينا لهم من أداء مهامهم على الوجه المطلوب".

لقد بدا من خطاب رئيس الجمهورية اليوم أن المعلومات الواردة في التقرير السنوي للجنة الوطنية لحقوق الانسان، الذي استلمه فخامته من رئيس اللجنة الأستاذ أحمد  سالم ولد بوحبيني، لم تسلك طريق الإهمال، وإنما تمت دراستها بتمعن مكن من التشخيص الدقيق وأنار الطريق لوضع الحلول المناسبة، وجعل أعلى شخص في هرم السلطة التنفيذية ورئيس المجلس الأعلى للقضاء، في وضع يمكنه من معرفة غث مخرجات المنتديات حول العدالة من سمينها، ليتم تطبيقها، الذي تعهد به، على بصيرة يمكث بها ما ينفع الناس في الأرض، ويذهب بفعلها الزبد هباء. 

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

خميس, 05/01/2023 - 20:14