الوئام الوطني - تُعدُّ ظاهرة التسول من الظواهر المُنبوذة في المجتمعات المتحضرة، رغم رواجها وانتشارها فى نواكشوط حيثُ يتوزع هؤلاء المتسوّلون في الشوارع العامة فى تفرغ زينة والأزقّة، وأمام المحال التجارية ومحطات الوقود، وفي الأماكن التي يزدحم فيها الناس عموماً.
ورغم كلّ الجهود والمُحاولات المبذولة التي تقوم بها السلطات في سبيل إيقاف تلك الظاهرة، إلا أن مجتمعنا لايزال غير قادر على اقتلاعها، أو تغيير فهم القائمين عليها بمدى سلبية وخطورة ما يقومون به.
إن بعض المتسوّلين للأسف قد ورثوا هذه العادة الاجتماعيّة السيئة من آبائهم وذويهم الذين سبقوهم إلى التسول في الميادين العامّة دون الإحساس بالحرج أو التردُّد، ويُصبح التسول في هذه الحالة أكثر تعقيداً؛ لأن قناعة الفرد بُنيت على ضرورة القيام بالتسول
والأخطر من ذلك أن البعض منهم يقوم بتزوير أوراق لمنظمات تدعم مرضي السرطان وداء السكري ليستخدمها من أجل جمع الأموال.
الدولة فى السنين الماضية حاولت معالجة الظاهرة لدرجة أنها عرضت أموال شهرية لمساعدة البعض فى تكوين مشروع مدر للدخل مقابل التخلي عن التسول، إلا أن الكثير منهم رفض بحجة أن المبالغ لا تكفي لتلبية احتياجاتهم.
وقد زادت مندوبية "التآزر" بزيادة المخصصات التي تقدمها للمحتاجين بشكل عام، والمتسولين بشكل خاص، لكن ذلك لم يقنع هذه الطائفة بالتخلي عن الظاهرة المشينة، والتي باتت وجهة مفضلة للمحتاجين ولغير المحتاجين على حد السواء.
ويبقي السؤال المطروح: متى ستقوم السلطات بالتحري والبحث بين المتسولين حتى يتم القبض على المحتالين المتخفين بإسم التسول؟!.
تقرير/ جمال السالك أباه