الوئام الوطني: في ظل الأزمات الإقليمية والدولية، تظهر جواهر الدبلوماسية المتكئة على التشبث بالسيادة وعدم المساومة على اسقلال القرار الوطني لبعض الدول.
وفي ذروة الاستقطاب الذي يحاول فرض نفسه على غير المعنيين بتلك الأزمات، يبرز قادة يتشبثون بجذع شجرة الحياد الإيجابي اللا شرقية واللا غربية، ليضيئ زيتها دروب التفاهم وطاولات الحوار بين الفرقاء.
لقد مثل النظام الموريتاني الحالي، خلال أعوامه الثلاث الأخيرة ونصف العام، نموذجا للسيادة التي لا تقبل المساومة، معيدا التوازن لعلاقات البلد الخارجية على المستويات الإفريقية والعربية والدولية.
واليوم تتجسد استقلالية القرار الموريتاني، ومبدئية السيادة، ومركزية البلد على مسرح الأحداث الكبرى، بالزيارة التي أداها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، لنواكشوط، ضمن جولة إفريقية جديدة لدعم كفة موسكو في معركة الاستقطاب الجاري بينها والغرب على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا.
لم تستقبل موريتانيا لافروف استقبال السيد الآمر الناهي، كما حدث معه في استقبالات أخرى ببعض بلدان الإقليم.. وبذات الدرجة لم يعتذر النظام عن استقبال المسؤول الروسي لمحاباة الشعور الأوروبي الأمريكي الرافض لجولة رأس الدبلوماسية الروسية والساعي لإفشالها.
ورغم الموقف الموريتاني الراسخ في رفض انتهاك سيادة الدول واحتلال أراضيها بالقوة، ومن بينها أوكرانيا، إلا أن النظام لم يجد حرجا في بحث التعاون مع دولة فاعلة على المسرح الدولي، بل والتأكيد على حضور قمتها المزمعة مع إفريقيا.. لأن نواكشوط، في ظل حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، لم تعد تستشير أحدا ولا تنتظر الإذن من أحد في مواقف الولاء والبراء من هذا الطرف أو ذاك.
وكالة الوئام الوطني للأنباء