الوئام الوطني (افتتاحية ) - في أوقات الرخاء السياسي، التي تكون دائما خارج المواسم الانتخابية، يتساوى المناضلون في دعاوى الالتزام بخيارات الحزب، والتفاني في خدمته، والتقيد بقراراته، والتنافس في إظهار الولاء له.
ففي مناسبات زيارات رئيس الجمهورية، وجولات قيادات الحزب، لا يمكن للمتابعين التمييز بين المناضلين، فكلهم يحشدون، وجميعهم يوالون، وعامتهم يظهرون الدعم والمساندة، وتلهج ألسنتهم بعبارات الثناء والدعم "غير المشروط".
موسم واحد، قد لا يتكرر إلا خلال خمس سنوات، يتم فيه صهر المواقف، وتنقية الولاءات، وغربلة الشعارات.. إنه موسم الاستحقاقات الانتخابية التي لا تسع ترشيحاتها الجميع، وإنما تخضع لعوامل محددة، منها الرصيد الشعبي، والتمثيل المحلي، والتناوب المطلوب.
خلال هذا الموسم يظهر الانضباط الحزبي، ويتجلى الالتزام الحقيقي، ويتبين خيط الولاء الأبيض الصادق من خيط الولاء الأسود الكاذب.
إن على مناضلي حزب الانصاف الحاكم، التمييز بين حزب يضم مئات الآلاف من المنتسبين المتواجدين على طول البلاد وعرضها، وبين الأحزاب التي بالكاد تعد لوائح ترشيحاتها بعد أن تستعين بالجيران والمعارف وسالكي الشوارع.. فالأشخاص الذين تسعهم اللوائح الانتخابية ورؤوس تلك اللوائح محدودون جدا بالنسبة لحزب بحجم الانصاف، وهو ما يترتب عليه وضع معايير موضوعية للترشيح، قد تقصي الكفء، وتستثني المستحِق، وتبعد الأقرب، نظرا لاعتبارات أخرى لا يمكن تجاهلها في ظرف انتخابي حساس قد يوكل فيه بعض المناضلين الأوفياء الملتزمين إلى قناعاتهم وإيمانهم الراسخ، ليس تهميشا لهم، بل ثقة في انضباطهم وسعيهم في مصلحة الحزب، وإيمانهم بضرورة تأمين أغلبية مريحة تعمل على تسهيل جهود الحكومة في تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، والتحضير لإعادة الثقة فيه خلال الاستحقاق الرئاسي المقبل.
ثم إن الحزب، باعتباره حزبا حاكما، يملك الكثير من خيارات استغلال مكانة وكفاءة الكثيرين ممن لم يتم ترشيحهم، في العديد من المناصب السامية التي تتيح خدمة الوطن والمواطن، وتؤمِّن الدعم والموازرة للحزب ومرجعيته.
وكالة الوئام الوطني للأنباء