لقد كان ترشح محمد غالي ولد اشريف أحمد منة عظيمة، وفرصة ذهبية لاحداث تغيير جذري على مستوى التعاطي السياسي في مقاطعة الطينطان، التي اختار سكانها الرجل والتفوا حوله بقوة، وعبروا عن ذلك بشكل علني، فكان اسمه اللازمة التي ظلت تتردد في كل شارع وزقاق، وداخل كل بيت وعلى لسان كل كبير وصغير.. فقير ومحروم، فلاح ومنمي..كهل وشيخ شاب وامرأة..
لقد نجح الرجل رغم كل المضايقات وسطر ملحمة قوية في سجل النضال السياسي، وأحدث ثورة حقيقية في الفهم السليم والتعاطي الايجابي مع هموم السكان، و أسس لمدرسة سياسية غاية في التحضر والمسؤولية، فشكلت حملته منمبرا حقيقيا للتحليل والاستشراف، والالتقاء والتلاحم..
كما استطاع بوازنيته وتأثيره أن يضع كل أجهزة الدولة في حالة استنفار لم يسبق أن عرفت البلاد لها مثيلا وحتى في الانتخابات الرئاسية ذات الطابع العمومي والحرج.. استنفار لم يسلم منه قطاع ولا تنظيم، استنفار تدخل بموجبه الوزراء والساسة والرموز ورجال الأعمال والتجار والعسكريون ومقربون من القصر..كل القوى تم استخدامها في معركة إقصاء الرجل الذي حارب بشجاعة و التف الناس حوله رغم جزرة النظام وعصاه..!
لقد استطاع الرجل حسم المعركة مبكرا فاستحوذ على قلوب الناخبين قبل أصواتهم! لكن عملية تكسير الأضلاع والعبور على مصالح المواطنين جعلت معظم القوى الداعمة له تتأثر بحدة الضغط وتجد صعوبة في تحمل المزيد_ وهي في ذلك معذورة_ فالدولة جلبت بخيلها ورجلها لتقاتل رجلا واحدا، رجلا أعزلا إلا من صبر ونضج وقبول.. رجل أختار أن يغيير ويفيد، واختاره المواطنون ليحمل أمانة أصواتهم ومسؤولياتهم، لكن رأي بعض رموز النظام كان غير ذلك، فتحصلت على الأصوات ولو بطرق لا تناسب ولا تليق، لكنها لم تستطع انتزاع الفوز ولم تنل شرف النصر ولا روعة الحضور وجمال التأثير..
لقد نجح محمد غالى ولد اشريف أحمد رغما عن صناديق الاقتراع التي لم تسلم نتائجها من شوائب عديدة، فله القبعة مرفوعة، وفي سجله الناصع نسجل مباركتنا و امتننا لما حقق من نصر سيكون في القريب العاجل أهم سلم للفوز الذي ننشدوه وينتظره سكان مقاطعتنا الحبيبة.