بعدما أبلت وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة، السيدة صفية انتهاه، بلاء حسنا في قطاعها، مجسدة بذلك ما يتعلق بالقطاع من برنامج "تعهداتي"، وجدت نفسها، ودون سابق تحضير، منسقة لحملة حزب الانصاف على مستوى مقاطعة توجنين بولاية نواكشوط الشمالية.
ورغم مفاجأة التكليف والوجود لحظته خارج البلد ومرور أيام على انطلاق الحملة الانتخابية، استطاعت الوزيرة الشابة استعادة بلدية توجنين إلى صفوف الأغلبية بعدما عملت الأيام وسهرت الليالي لتكون كلمة حزب الإنصاف هي العليا في إحدى المقاطعات المحسوبة على المعارضة.
لقد أثمرت جهود السيدة الوزيرة نصرا كاسحا على مختلف الجبهات، فحافظت على مكاسب البرلمان وعززتها باستعادة البلدية وساهمت بنسبة معتبرة في الفوز برئاسة الجهة.
ففي مساء يوم الثاني مايو، وبعد انقضاء مايقارب ثلث الحملة الانتخابية، تسلمت صفية انتهاه إدارة الحملة من طرف نظيرها السيد عبد السلام ولد حرمة -الذي طرأت عليه انشغالات ملحة تتعلق بمجال عمل قطاعه- منسقة لحملة حزب الإنصاف على مستوى مقاطعة توجنين بولاية نواكشوط الشمالية، والتي سيطر على بلديتها حزب تواصل المعارض خلال المأمورية المنتهية.
كانت السيدة الوزيرة لحظة التكليف بهذه المهمة تستفيد من إجازة لها بالمملكة الإسبانية، وعند عودتها لانواكشوط تم تنظيم لقاء رسمي لتسلم ملفات الحملة في أحد مقرات الحملة ببوحديده وحضره بعض كبار معاونيها في الحملة.
قامت المنسقة الجديدة للحملة بإعادة تنظيم الجانب الإداري للحملة بعد سلسلة من الاجتماعات و الزيارات الميدانية للهيئات الحزبية بالمقاطعة، وتنسيق محكم للحملات الموازية لكبار الفاعلين السياسيين بالمقاطعة.
وضعت السيدة الوزيرة خطة محكمة للتحسيس وللتقليل من الأصوات اللاغية و اكتساب مناصرين جدد، و انطلاقا من محدودية الجمهور المستهدف بهذه الحملة الدعائية والسقف الزمني المحدد وحجم الانتظارات الضاغط، قررت المنسقة مايلي:
- إعداد دعامات تحسيسية فعالة؛
- تخصيص وحدة انتاج سمعي بصري ووضعها تحت تصرف المنسقية؛
- اعتماد مقاربة اتصالية تركز على الاتصال المباشر بالناخبين؛
- الاتصال المباشر بالناخبين الكبار؛
- تصميم رسائل دعائية مقنعة؛
- بلورة خطاب سياسي يتماشى مع أهداف الحملة.
وفيما يتعلق بالإطار الزمني تم رسم خطة من ثلاثة محاور:
- التحسيس الدائم من خلال أكثر من 300 شاب و شابة موزعين على الفروع الثلاث؛
- التحسيس المباشر الذي تقوده الوزيرة دام أياما قبل يوم التصويت و قد حرصت فيه على زيارة بعض الأحياء؛
- وضع خطة خاصة بالمهرجان الختامي تحضره السيدة الأولى و رئيس الحزب.
- التحسيس والاتصال المباشر يوم التصويت وفقا لما يتيحه القانون.
وأثناء هذه الحملة حرصت السيدة الوزيرة صفية منت أنتهاه على لقاء كل الفاعلين المغاضبين وترضيتهم، ثم تواصلت مع بعض اللوائح المناسفة في البلدية والبرلمان على مستوى ولاية نواكشوط الجنوبية، حيث جمدت احدى اللوائح نشاطها السياسي وانضمت للحملة، و انضمت لائحة مرشحة للنيابيات للحملة أيضا.
كما عملت على استقطاب بعض من المناضلين التاريخيين في المعارضة وخاصة من أحزاب تكتل القوى الديموقراطية والعيش المشترك والتحالف الشعبي التقدمي.
كما عينت لجان متابعة لعملية التصويت والفرز أولا بأول ثم إعلان الفوز وتنظيم حفل على نفقة المنسقة لتكريم الفاعلين والمنتخبين في المقاطعة،
كما تميزت حملة حزب الانصاف بمقاطعة توجنين بطابعها الاجتماعي حيث أبت روابط ذوي الإعاقة و المرضى بمرض مزمن وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة الا أن يؤازرن الوزيرة الشابة فنصبن الخيم وسيرن قوافل التحسيسة في ارجاء المقاطعة، دعما مؤازرة لوزيرة عرفوها في أوقات الشدة.
وكانت الوزيرة صفية أنتهاه قد أطلقت تحت الرعاية السامية و الاشراف المباشر للسيدة الأولى الدكتورة مريم محمد فاضل الداه حملة وطنية لمناصرة المشاركة السياسية للمرأة وتحديدا في التاسع عشر من مارس الماضي، وكان لتلك الحملة أثرها الطيب لدى النساء حيث عبرن عن ذلك في الكثير من المناسبات وخاصة في توجنين.
التدبير المالي غير المسبوق لميزانية الحملة
يقول أحد الفاعلين السياسيين هذه أول مرة نعلم في الحملة كم عندنا من الوسائل ومن أين أتت و فيما تم انفاقها دون تبذير و بدون بخل أيضا، بل إن صفة السخاء المعقلن كانت محل اشادة لدى الكثير ممن التقينا بهم أثناء اعداد هذا التقرير.
الجدير بالذكر أن السيدة سليلة أسرة الكرام لم يمضي على تعيينها فى الحكومة سوى عام واحد لكنها أستطاعت انتزاع بلدية طالما كانت منيعة أمام الحزب الحاكم وأستطاع الحزب بجهود تنسيقها وحكمتها أن يدخل معقل حزب تواصل دخول الفاتحين.
فتحية لهذه الشابة التي تجسد قيم المشاركة السياسية للمرأة.