افتتاحية/ بعد فرز الأصوات وإعلان النتائج.. من الإنصاف الاعتراف بفوز الإنصاف

الوئام الوطني : رغم ما وفرته وزارة الداخلية واللا مركزية من أجواء مناسبة لخوض انتخابات شفافة وحرة ونزيهة، وما أكرهت عليه الأغلبية من تنازلات لصالح الطرف المعارض خلال جلسات التشاور التي نظمتها الوزارة تحضيرا للانتخابات، وخاصة الاستجابة لمطلب المعارضة باعتماد النسبية في أغلب الدوائر الانتخابية.. رغم كل ذلك، فقد أبى المواطن الموريتاني إلا أن يسمع صوته مدويا في الآفاق باختيار أغلبية مريحة لحزب الانصاف، باعتباره الذراع السياسي لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وبوصفه الحزب الذي يتخذ من فخامة الرئيس مرجعية له، كما أنه الحزب الذي تنبثق عنه الحكومة المكلفة بتطبيق برنامج "تعهداتي" وبقية البرامج المكملة له. 

لقد جاءت انتخابات 13 مايو بمثابة استفتاء زكى من خلاله معظم المواطنين النهج المتبع من قبل فخامة الرئيس، وأعطى مؤشرات إيجابية بتمسك الشعب به ومباركته لاستكمال مسيرة الإنصاف والتصالح والبناء، التي بدأها قبل نحو أربعة أعوم من الآن.

لقد قالت موريتانيا كلمتها الفصل، وأعلنت موقفها النهائي، وأشاحت عن وجهها الحقيقي، وذلك حينما منحت حزب الإنصاف أغلبية مريحة في البرلمان، ونصرا كاسحا في الجهويات، واكتساحا شبه كامل للبلديات.. وتلكم هي كلمة الشعب التي قال فخامة رئيس الجمهورية إنه في انتظار سماعها بعدما سمع كلام الساسة، وهو يصرح للصحافة بعيد إدلائه بصوته. 

كلمة يستوجب سماعها المضي في ترجمتها العملية بتشكيل حكومة إنصافية الانتماء والصفة.. تسهر على تطبيق برامج الرئيس وتصوراته وتوجيهاته، خاصة في ظل برلمان إنصافي الثلثين وزيادة، ومجالس جهوية وبلدية ستجسد الإنصاف قولا وفعلا كما جسدته انتماء وانضباطا.

ورغم أنه لا يجوز للساسة التعقيب على كلمة الشعب في صناديق الاقتراع، والتي لا تقبل غير التسليم والتهنئة والاعتراف بالهزيمة والتحضير للاسحقاق التالي، فقد أبى بعض ساستنا إلا أن يلعب دور الضحية لتبرير تراجع مكاسبه، رغم حياد الإدارة، ومهنية اللجنة المستقلة للانتخابات، وشهادات المراقبين. 

صحيح أن الانتخابات شهدت كما غير مسبوق من البطاقات اللاغية، لكن ذلك كان مبررا لعدة أسباب، منها أن العملية كانت معقدة لكونها شملت ست لوائح تتضمن شعارات بعضها متشابه، وكذلك ضعف عمليات التحسيس التي قامت بها  الأحزاب السياسية المشاركة في العملية، فضلا عن وجود مستوى من الأمية يبرر حصول بطاقات لاغية بهذا الحجم.

إن ضجيج المنهزمين، ووجود البطاقات اللاغية، وحصول عمليات مخالفة للقانون بشكل معزول.. كل ذلك لن يغير من طبيعة كلمة الشعب التي قالها في صناديق الاقتراع بملء إرادته.. ومن الإنصاف الاعتراف بفوز الإنصاف. 

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

ثلاثاء, 23/05/2023 - 13:57