افتتاحية/ مطلب ملح تمليه المرحلة.. تشكيل حكومة سياسية تراعي نتائج الإقتراع

الوئام الوطني : مع انتهاء عمليات فرز الشوط الثاني من الانتخابات النيابية، وإعلان اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات عن القوائم النهائية للبرلمان والمجالس الجهوية والبلدية، تتجه الأنظار لتشكيل حكومة جديدة سيتم الإعلان عنها بقوة الدستور، الذي يوجب تشكيل حكومة جديدة بعد نهاية كل جولة انتخابية.

ندرك جيدا أن رئيس الجمهورية، وكما في كل تشكيل أو تعديل وزاري، يحرص على اختيار كفاءات وطنية قد لا تكون حزبية بالضرورة، لكنها تلبي رغبته في تطبيق برنامجه وتنزيل رؤاه وتنفيذ أوامره، خدمة للمواطنين الذين ائتمنوه على مصالحهم ومستقبلهم.

لكن ما يجب أن يضعه مستشارو رئيس الجمهورية في الرئاسة، ومن يؤخذ برأيهم في قيادة الحزب الحاكم، في الحسبان، هو أن الحكومة المقبلة، وفضلا عن دورها الطبيعي في مواصلة طريق الإنجاز، ستجد نفسها أمام المسؤولية المباشرة عن إدارة الملف السياسي في وقت ستشهد فيه البلاد استحقاقا انتخابيا رئاسيا، يتطلب درجة عالية من الوعي السياسي والحشد الجماهيري والتصدي للخصوم وللمرشحين المحتملين لأعلى منصب في السلطة.

الحكومة الجديدة يجب أن تكون سياسية بامتياز، إذ لا مجال للتكنوقراط في ظرف سياسي حساس كالظرف الذي يقبل عليه البلد بعد أشهر قليلة من الآن.

إن المرحلة المقبلة تتطلب أخذا بعين الاعتبار للجهود التي أثمرت أغلبية برلمانية مريحة وسيطرة شبه كاملة على المجالس البلدية والجهوية.. ذلك أن المناصب الحكومية يجب أن تبقى حكرا على من أثبتت تجربة الانتخابات الأخيرة عمقهم الجماهيري، وقدرتهم على إدارة الحملات، وتمكنهم من تقديم نتائج معتبرة لصالح الذراع السياسي لرئيس الجمهورية.. فبهم وحدهم ستبقى البلاد على سكة الإنجاز، وعليهم دون غيرهم يمكن التعويل في استمرار السير عليها، سواء كانوا خارج التشكلة الحكومية الحالية أو ضمنها.

ورغم أن أمثلة من خططوا ودعموا وأثمرت جهودهم في الحملة الأخيرة من خارج الحكومة، أكثر من أن تحصى، إلا أن الوزراء الذين أثبتوا جدارتهم السياسية وحصدوا لحزب الانصاف من عرق كفاءتهم وتفانيهم ونضجهم السياسي كانوا قلة، وعلى تلك القلة القليلة أن تبقى في الحكومة تشجيعا لها على ما بذلت، واستفادة من تجربتها في الميدان لصالح النزال السياسي الأكبر القادم.

لقد حصد حزب الانصاف ما زرعه وزير الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي، السيد سيد أحمد ولد محمد، في ولاية الحوض الشرقي، فكان نجاح الحزب فيها باهرا وملفتا، بينما استطاع، بحنكته وحكمته، حصد مقعدين من مقاعد جالياتنا في الخارج لصالح حزب الإنصاف، وذلك في دائرتي أوروبا وإفريقيا. 

كما أن وزير الداخلية واللا مركزية، السيد محمد أحمد ولد محمد الأمين، تمكن بمرونته وحنكته من تنظيم حوار تشاوري تحضيري للانتخابات مع الطيف السياسي ممثلا في أحزاب الموالاة والمعارضة، وبحزمه وصرامته من توفير الظروف الأمنية التي مكنت من سير الحملة الانتخابية وعمليات الاقتراع وفرز النتائج وإعلانها في ظروف أمنية مواتية لم تشهد أية أحداث تعكر الأمن أو تخل بالسكينة. 

لا شك أن هذين الرجلين سيجدان العناية اللازمة من فخامة رئيس الجمهورية، ردا للاعتبار ببقائهما في الحكومة المقبلة.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

اثنين, 29/05/2023 - 17:30