افتتاحيةالوئام : في ظرف زمني حساس وبالغ التعقيد، تواجه فيه موريتانيا مؤامرات داخلية وخارجية تستهدف كيانها وأمنها واستقرارها.. ويتخذ أصحابها من المواسم الانتخابية فرصا لتنفيذ أجنداتهم التخريبية اللاعبة على أوتار تفريق وتشتيت المجتمع، سواء تعلق الأمر بالانتخابات العامة الأخيرة أو بالانتخابات الرئاسية التي سبقتها.. في هذا الظرف تخرج علينا أحزاب المعارضة، التي تدعي مجازا أنها ديمقراطية، بمواقف تصب في مصالح المخربين وأصحاب الأجندات الخاصة، مخيبة آمال الحكومة والشعب في لعبها لدور صمام الأمان الواقف بحزم في وجه العابثين بأمن واستقرار البلد.
إن حادثة وفاة المرحوم عمر جوب، ما كان لها أن تحدث موجة يركبها الغوغاء واللصوص وبعض الأجانب، لولا ما قام به بعض نواب المعارضة، منذ اللحظة الأولى، باستباق نتائج التحقيق.. وما بادروا به من اتهام لقوات الأمن دونما تقديم دليل، فأشعلت تصريحاتهم الفورية، وأحكامهم المسبقة، وتحريضاتهم العلنية لهيبا أدخل البلد في جو من عدم الثقة على أساس عنصري وشرائحي، وكاد أن يدخله في نفق من الصراع الأهلي الخطير، الذي لا حدود لمآلاته الكارثية، لولا التدخل السريع والصارم من قبل وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية، التي فرضت الأمن وأعادت السكينة، ومنعت الانزلاق نحو الهاوية.
إن المعارضة الديمقراطية الناضجة والمسؤولة في كل بلدان العالم تظل أحرص من غيرها على أمن واستقرار أوطانها في الظروف التي تشهد بلدانها فيها تحديات تستهدف كيان الدولة ووحدة الأمة، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى.
ففي البلدان التي تنتهج النظام الديمقراطي، ورغم اتساع الهوة بين حكوماتها ومعارضاتها، إلا أن المعارضين فيها يضعون أيديهم في أيدي الحكومات كلما شعروا بخطر يتهدد بلدانهم، حتى إذا انجلى التهديد وزال الخطر، عاد الكل إلى سجالهم واختلافهم وكشف سوءات خصومهم.
ومهما يكن موقف المعارضة، داعما للحكومة في معركة الوطن الكبرى أو خاذلا لها، فإن الحكومة، ممثلة في وزارة الداخلية وغيرها من الوزارات المعنية بحفظ النظام العام والسكينة والحدود، ستضطلع بمسؤولياتها كاملة ليظل الوضع تحت السيطرة، ولينعم المواطنون والمقيمون والزوار بحفظ أرواحهم وممتلكاتهم وحقهم في التجوال والأسفار، لا يخافون متربصا ولا قاطع طريق، ودونما انتظار لدعم أو مساندة من قوى المعارضة.
فالسلطات الإدارية والأمنية والعسكرية لديها كل الوسائل اللوجستية والمادية لتوفير الأمن للمواطنين في أي شبر من الوطن، كما أكد وزير الداخلية واللا مركزية في آخر خرجة إعلامية له.
وكالة الوئام الوطني للأنباء