الحكومة المرتقبة وخصوصية الظرف ...

الوئام الوطني : تشرئب الأعناق، خلال الأيام المقبلة، لمعرفة أعضاء حكومة ما بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وذلك نظرا لحساسية الظرف السياسي، باعتبارها حكومة إشراف على الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يفصلنا عنها أقل من عام واحد.
الحكومة المنتظرة، وبحسب المحللين، يجب أن تراعي خصوصية الظرف الخاص، فهي علاوة على أدوارها التنموية التي تجسد لب برنامج رئيس الجمهورية، يجب أن يتجسد فيها مطلب إعادة الاعتبار للشخصيات التي تم تهميشها مؤخرا، رغم ما قدمته من جهود جبارة خدمة للرئيس وأجندته، وبعيدا عن التمسك بمن أثبتت الأيام عدم قدرتهم على مواكبة الإصلاحات الجوهرية التي يقوم بها فخامة الرئيس على مختلف الصعد.
لقد نذرت شخصيات وطنية، عرفت بالكفاءة والاستقامة، نفسها للدفاع عن الرئيس وعن قراراته وخياراته دونما هوادة، لكن حظها في الفترة الماضية كان التهميش والتجاهل والاقصاء، وذلك لصالح ثلة لم تنصر حقا ولم تتصد لباطل.
ولم تكن الحكومة وحدها مسرح الخلل الواضح في الاعتبار ونزعه، فقد غابت عنها وجوه ما كان لها أن تغيب، وحضرتها أخرى من غير المستساغ إشراكها.. ففي كل القطاعات العمومية تجد نسخا متطابقة من تهميش المستحقين، وإشراك المتطفلين.
لقد بذل ساسة ومثقفون وصحفيون أنفسهم خدمة لبرنامج الرئيس، وتصديا لكل من سولت له نفسه المساس بالبرنامج أو بمطلقه أو بحكومته، لكن آخرين معروفين، بالتولي يوم الزحف على النظام، وآخرين موسومين بالتفرج على الحملات المغرضة التي يتعرض لها الرئيس وحكومته.. فكانت الحظوة والتقدير والتعيينات لأصحاب الصنف المبرمج على الصامت في أوقات الأزمات والتحديات التي تستهدف أساس النظام وكيان الدولة.. وكان التهميش والحرمان والتجاهل مصير الصارخين ملء أفواههم في وجوه الحاقدين والمخربين الذين ملأت افتراءاتهم وتفاهاتهم الآفاق.  
إن المرحلة المقبلة تتطلب إنصافا حقيقيا يتجاوز الشعارات والتسميات البراقة إلى ما خلفها من جواهر تضمن الانسجام مع ما تمليه مرحلة التحضير لأهم استحقاق انتخابي تشهده البلاد، خلال أشهر معدودات.  

 

إسماعيل ولد الرباني
المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء

 

جمعة, 09/06/2023 - 23:59