قال خالد بن سلمان المسلم، سفير مملكة البحرين لدى المملكة المغربية، إن مملكة البحرين كانت إحدى أوائل الدول التي تفتتح قنصلية عامة في مدينة العيون تأكيدا لسيادة المملكة المغربية في الصحراء المغربية وإجراءاتها المشروعة في هذا الخصوص.
وأضاف خالد بن سلمان المسلم، ضمن مقال له بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتولي الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين، أن المملكتين المغربية والبحرينية تتوافقان في مجال نشر ثقافة التسامح والتعايش والحوار والسلام العالمي، حيث يتبنى البلدان رؤية دبلوماسية متشابهة إزاء الدعوة الى الحوار لحل الخلافات والمنازعات الإقليمية والدولية بالطرق السلمية
وهذا نص المقال:
تحتفل المملكة المغربية الشقيقة، في الثلاثين من يوليوز من كل عام، بعيد العرش، الذي يتزامن هذه السنة مع الذكرى الرابعة والعشرين لتولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس مقاليد الحكم. وتفخر مملكة البحرين، قيادة وحكومة وشعبا، بمشاركة المغرب الشقيق هذه الاحتفالات الوطنية، لما يجمع بين البلدين الشقيقين من روابط الإخاء والمحبة والتعاون والمصير المشترك.
ويحتفل البلدان هذا العام بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين، كما تحظى العلاقة الثنائية بين البلدين باهتمام كبير من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، وأخيه جلالة الملك محمد السادس، حفظهما الله ورعاهما، حيث يحرص العاهلان الكريمان دائما على تعزيز أواصر العلاقات التاريخية العريقة ما بين المملكتين بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
فعلى المستوى السياسي، يؤكد جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، في كلمات جلالته السامية أمام القمم الخليجية والقمم العربية وغيرها من المناسبات رفيعة المستوى، على مساندة المملكة المغربية الشقيقة وتأكيد الموقف الثابت لمملكة البحرين في دعم مغربية الصحراء والوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وانطلاقا مما يربط بين البلدين الشقيقين من علاقات أخوة وثيقة، أصدر جلالة الملك المعظم أوامره بافتتاح القنصلية العامة لمملكة البحرين في مدينة العيون بتاريخ 14 دجنبر 2020، حيث كانت مملكة البحرين إحدى أوائل الدول التي تتخذ مثل هذه الخطوة السياسية، تأكيدا لسيادة المملكة المغربية في الصحراء المغربية وإجراءاتها المشروعة في هذا الخصوص. ومن يتابع تحركات مملكة البحرين لدى المنظمات الدولية يلاحظ الموقف الثابت تجاه المغرب الشقيق من ضمن كلمات كبار المسؤولين، بما في ذلك كلمات مملكة البحرين خلال المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال العقد الماضي.
ومن جانب آخر، تم تأسيس لجنة عليا مشتركة بين البلدين عام 2000م برئاسة وزيري الخارجية، تقوم بالاجتماع بشكل دوري، ويتم من خلالها التشاور السياسي وتقييم العلاقة الثنائية وبحث سبل تطويرها وتنميتها بما يخدم المصالح المتبادلة، في إطار توجهات حكومة المملكة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله. ونتج عن كافة الدورات التي عقدتها اللجنة توقيع عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والذي فاق عددها الستين اتفاقية خلال العقدين الماضين. والجدير بالذكر أنه تم، خلال الفترة من 25-26 يناير 2023م، عقد الدورة الخامسة للجنة في المنامة.
ويتوافق البلدان في مجال نشر ثقافة التسامح والتعايش والحوار والسلام العالمي، حيث يتبنى البلدان رؤية دبلوماسية متشابهة إزاء الدعوة الى الحوار لحل الخلافات والمنازعات الإقليمية والدولية بالطرق السلمية، وهما دائما سباقان على المستوى الدولي في إقامة المؤتمرات التي تدعو إلى مثل هذه الحلول السلمية أو المشاركة فيها على أعلى المستويات؛ ومنها، على سبيل المثال، مؤتمر الحرية الدينية بالخارجية الأمريكية، والمؤتمر البرلماني لحوار الأديان، إلى جانب استضافة البلدين لرموز دينية مختلفة بهدف تعزيز هذا المفهوم، وكذلك مساندة مملكة البحرين للجهود المتواصلة التي يبذلها حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، من أجل الدفاع عن مدينة القدس الشريف، وصيانة هويتها الحضارية والحفاظ على مكانتها كرمز للتسامح والتعايش بين مختلف الديانات السماوية.
وتجدد مملكة البحرين، قيادة وشعبا، أصدق التهاني والتبريكات لشقيقتها المملكة المغربية في هذه المناسبة الوطنية العزيزة، وتؤكد حرصها الدائم على توطيد أواصر الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين وتطويرها على كافة الأصعدة، بما يعود بالخير والنفع على البلدين والشعبين الشقيقين، ويلبي تطلعاتهما نحو منطقة مستقرة ومزدهرة وعالم ينعم بالأمن والسلام والتقدم والازدهار.