على هامش قافلة مؤن وزيارة مؤازرة ودعم للأسر المتضررة من السيول والتساقطات المطرية الأخيرة في بلديتي بومديد و لفطح، نظمتها رابطة عمد لعصابه مساء امس السبت لعاصمة المقاطعة، أجرت وكالة الوئام الوطني للأنباء مقابلة حصرية مع عمدة بومديد، السيد عبد الله ولد مدلل، حول حجم الكارثة، وطبيعة التدخلات الحكومية، واستفادة المتضررين، ومطالب الحماية المستقبلية خلال مواسم الأمطار.
نص المقابلة:
وكالة الوئام- كيف تقيمون حجم الكارثة التي حلت بمدينة بومديد جراء السيول الناتجة عن مياه الأمطار؟
العمدة عبد الله ولد مدلل- هذه السيول القادمة من هضاب تگانت مرورا ببلدية لفطح، بعد انهيار سد لفطح، تضرر منها ما يزيد على 400 أسرة، بالاضافة الى اندثار سوق المدينة الوحيد بعد ان غمرته المياه بشكل كلي ما تسبب في انهيار العديد من المحلات التجارية وتلف واسع في البضائع.
انهيار كلي لدار الشباب، وقد تشرد بذلك الشباب الذي اصبح بلا مأوى لتدريباته وأنشطته المختلفة.
كما انهار مبنى "البطوار" التابع للبلدية، فضلا عن انهيار كلي أو جزئي لعشرات المنازل في القرى التابعة للبلدية،أذكر منها الرگ وزمزم وإگيطار والزيره والدفعة وتصلح ولمنيگعه والفرع.
كذلك تضررت كافة شوارع الحي الإداري بسبب تدفق السيول، كما تضررت ثلاثة مساجد وبعض الساحات العمومية، وكذلك غمرت السيول العديد من المنازل مخلفة أضرارا مادية جسيمة.
وقطعت الطرق الرئيسية التي تربط مدينة بومديد بالقرى والتجمعات التابعة لها، بفعل السيول الجارفة التي غمرت المنطقة فجأة ودون سابق إنذار.
كما تضررت المساحات الصالحة للزراعة، والمحاذية للسدود التي أقامتها الدولة مؤخرا، حيث دمرت السيول تلك السدود.
وكالة الوئام- هل وجهت البلدية نداء استغاثة، أم أنها اكتفت بالتنسيق مع السلطات الجهوية للتصدي للكارثة؟
العمدة عبد الله ولد مدلل- البلدية وجهت نداء استغاثة لجميع المنظمات الإغاثية الدولية والمجتمع المدني والهلال الأحمر، ولجميع من يهمه الأمر، ولمن يستطيع تقديم العون للبلدية المنكوبة إثر تدفق السيول والأمطار الغزيرة في مدينتنا الغزيزة بومديد، وهو ما قمنا به خلاب اليوم الثاني للكارثة التي حلت بنا.
وكالة الوئام- ما نوعية التدخلات الحكومية بعد الكارثة؟
العمدة عبد الله ولد مدلل- قمنا بالتنسيق مع جميع المصالح الحكومية المعنية بالتدخل، كل في مجال اختصاصه، وكانت مفوضية الأمن الغذائي أول المتدخلين الرسميين، حيث قدمت بعض السلات الغذائية والخيام والأفرشة، ثم بعد ذلك تلتها جهة لعصابه ممثلة في رئيسها السيد محمد محمود حبيب، حيث قامت بتوفير كميات من المواد الغذائية، ثم بعد ذلك تدخلت رابطة عمدة ولاية لعصابه، بقيادة رئيسها السيد العمدة جمال كبود، مقدمة بعض الأغذية وآلات التنظيف، كما تدخلت وزارة المياه والصرف الصحي بتوفير صهاريج وشاحنات وجرافات، وتدخلت أيضا الشركة الوطنية لصيانة الطرق ETER، والحماية المدنية لشفط المياه عن المنازل والمباني العمومية كالمستوصف والمنشآت التعليمية وسوق المدينة.
كما اذكر تدخل المجتمع المدني، الذي وصل مبكرا وقام بتصوير كافة الأماكن المنكوبة، وننتظر نتائج عمله.
كما قام مدير وكالة السور الأخضر الكبير بالتواصل معنا، متعهدا بتدخل وكالته لصالح المنطقة والساكنة يوم الثلاثاء القادم.. ولائحة تدخل السلطات العمومية تطول.
نحن هنا في عين المكان،وننتظر كل من يستطيع مد يد العون للمنكوبين، وقد وصلتنا اتصالات من طرف الهلال الأحمر الموريتاني، الذي قال إنه سيتدخل في وقت قريب.
ولا أنسى أن أؤكد لكم أن "التآزر" قامت بالتدخل في الوقت المناسب، حيث وزعت مبالغ مالية معتبرة على المتضررين، استفادت منها 365 أسرة، وما زالت عملية التوزيع متواصلة حتى الآن.
وبطبيعة الحال، لا زلنا ننتظر من جهات أخرى أن تحذو حذو قطاعات الدولة التي تدخلت بشكل فوري وسريع، منتهزا الفرصة لشكر الدولة على ما قامت به لصالح الساكنة حتى الآن، كما أشكر كل من ساهم من قريب أو من بعيد، وأذكر منهم وسائل الإعلام التي ساهمت في إنارة الرأي العام الوطني والدولي حول ما يجري حاليا في بومديد من وضع كارثي بسبب سيول الأمطار.
وكالة الوئام- هل شملت التوزيعات جميع المتضررين؟
العمدة عبد الله ولد مدلل- أستطيع أن أؤكد لكم أن التوزيعات شملت جميع المتضررين خلال الأيام الأولى للكارثة، وإن كان عددهم يتزايد بشكل يومي، لكن نستطيع القول إنها شملت 90% من مجمل المتضررين في بلدية بومديد منذ اليوم الأول وحتى اليوم.
إن ما قدمته كل من مفوضية الأمن الغذائي ورابطة عمد لعصابه ووكالة التآزر قد وصل جميع المتضررين في بلدية بومديد، بما في ذلك المدينة والقرى المجاورة، وما زلنا نواصل جهود التقسيم على المتضررين خلال الساعات الأخيرة.
وكالة الوئام- ماذا تقترح البلدية مستقبلا لحماية المدينة في مواسم الامطار المقبلة؟
العمدة عبد الله ولد مدلل- أول إجراء يجب القيام به لحماية بومديد من سيول الأمطار هو أن تتم إعادة بناء سد لفطح بدرجة عالية من الإتقان، باعتباره السد الوحيد الذي يحمي المدينة من كوارث السيول، وهو ما سيستفيد منه إخواننا في بلديو لفطح المجاورة.
ثانيا فك العزلة عن المدينة من خلال ربطها بالطريق الوطني المعبد.
ثالثا، توجيه البطحاء القادمة من لفطح إلى وجهة أخرى غير بومديد حتى تصب المياه مستقبلا بعيدا عن المدينة لتتجب مخاطر السيول التي تتسرب مع البطحاء، وفي حال تعذر ذلك يتم توفير حماية صلبة غير رملية تفرض خروج المياه من المدينة مع طول البطحاء لتجنب خطرها.
رابعا، إعادة بناء وتأهيل السدود التي تضررت جراء هذه السيول ليقوم كل منها بحبس طاقته من المياه عن مدينة بومديد، ولاستفادة القرى المحاذية لها من مياهها للاستغلال الزراعي.
وإذا ما لبت الدولة هذه المطالب ستستمر التنمية المحلية وستحفظ البنى التحتية وتعود المدينة إلى ما كانت عليه أو أفضل منه، وستصبح مدينة عصرية بكل المقاييس، تشتمل طرقا وساحات خضراء ودار للشباب وملعبا رياضيا، وهذا باستطاعة الدولة القيام به على أحسن وجه.
وفي الأخير، أعود وأشكر القيادة على إعطائها التعليمات اللازمة للسلطات العمومية بسرعة التدخل في أماكن الكوارث على طول البلاد وعرضها.
وأرجو أن يصل نداؤنا إلى كل مكان، وأن يجد التجاوب المطلوب.
شكرا جزيلا السيد العمدة .