4 سنوات من التهدئة والإنصاف ../ يحي ولد أمينو ختي (مقيم في كندا )

تقول القاعدة الفقهية الذهبية إن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، وفي محاولة بناء حكمنا على السنوات الأربع التي مرت من حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لابد لنا من استحضار السياق الزماني والمكاني لهذه السنوات، فالحكم على شيء منقطع عن سياقه هو جور وحيف وظلم.

الجائحة التي شلت الاقتصاد العالمي وتسببت في أزمة صحية دولية*

قبل أن تنتصف السنة الأولى على استلامه لمأموريته الدستورية، تفاجأ العالم من تفشي وباء فيروس كورونا Covid-19 وهو الوباء الذي تسبب في شل حركة التجارة الدولية وعبور الأفراد والسلع، وباتت أقوى الدول واكبرها اقتصادا تسعى إلى الإبقاء على منظومتها الصحية دون أن تنهار، وانتشرت صور جثث الموتى وهي تملأ المستشفيات وعجزت أكبر المراكز الصحية عن استيعاب العدد المتزايد من المصابين، وشكل ذلك تحديا اقتصاديا كبيرا على الدول المتقدمة، أما عن الدول النامية فحدث ولا حرج.

وجد فخامة الرئيس نفسه أمام هذا التحدي الكبير، فأدرك أن الأمر يتطلب توجيه اغلب الموارد إلى القطاع الصحي الذي كان يعاني أصلا من مشاكل بنيوية وهيكلية بفعل تراكم التجارب الفاشلة السابقة، فرسمت الحكومة ابروتوكولا علاجيا ناجعا إضافة إلى سياسة صحية وقائية أتت بنتائج إيجابية مهمة كان لها دورها الكبير في تجنيب البلاد لتلك المشاكل التي تسببت في انهيار المنظومة الصحية لبعض أهم الدول.

ظلت بلادنا وكل العالم يعاني من التداعيات الصحية والاقتصادية لوباء كورونا رغم أن تلك التداعيات بقيت في حدودها الدنيا في بلدنا بفضل الاستراتيجية التنموية والاقتصادية التي وجه بها فخامة الرئيس، فتدخلت قطاعات حكومية متعددة بتوجيهات سامية من فخامته في دعم الجانب الاجتماعي لعدد من الأسر الفقيرة المتعففة، شملت إضافة إلى تقسيم معونات مادية، تقسيمات عينية واعفاءات من دفع فواتير كهربائية وغير ذلك من الإجراءات التي كان لها دور محوري في تخفيف تداعيات الجائحة. 

 

*تهدئة سياسية نجم عنها اتفاق سياسي هو الأول من نوعه*

منذ وصول فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لسدة الحكم في البلد بتاريخ فاتح أغسطس سنة 2019 تم وضع حد نهائي لجو الشد والجذب والتخوين والإساءة للغريم السياسي، وتم خلق جو إيجابي اتسم بالانفتاح على كل ألوان الطيف السياسي، فاستقبل فخامته رؤساء الأحزاب السياسية وقدم لهم رؤيته المجتمعية والسياسية والاقتصادية بكل روح أخوية، وعبر لهم عن دعوته لهم للمساعدة في النهوض بالبلد بتقديم النصح والإرشاد، وأنهم سيجدون الآذان الصاغية المرحبة بكل المقترحات الإيجابية أيا كان مصدرها.

أدرك قادة المعارضة التاريخيون البارزون أنهم أمام رئيس مختلف، يتمتع بالمبادرة الإيجابية ويرحب بالمقترحات الوطنية التي تخدم الوطن والمواطن، وهذا ما كانوا يطمحون إليه، فساد جو الأريحية المدعوم بالثقة المتبادلة وتم الاتفاق على أغلب المواد المقترحة التي تهم العملية الانتخابية وأشرفت وزارة الداخلية على ذلك الاتفاق الذي أفضى إلى تشكيل لجنة انتخابات تضم كل الأحزاب السياسية، وتم إقرار جو التهدئة السياسية تمهيدا للإنصراف لتحقيق المشاريع القومية الكبرى التي تحقق النهضة المنشودة في جو من الهدوء والانسجام.

*الجانب الاجتماعي.. قطب الرحى في السياسات القطاعية الحكومية*

كان الجانب الاجتماعي والمجتمعي للفئات الفقيرة الحاضر الأبرز خلال الحملة الانتخابية لفخامة الرئيس عبر "تعهداتي" ومنذ الوهلة الأولى لتسلمه مقاليد الحكم أمر بإنشاء "المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء" تآزر عهد لها بتطبيق رؤيته الاجتماعية في سبيل القضاء على الإقصاء والتهميش، والعمل على الرفع من المستوى الاقتصادي والصحي للمنحدرين من هذه الفئة، وقد قامت هذه المندوبية بتدخلات مهمة تضمنت تقديم التأمين الصحي لمئات الآلاف من المواطنين من ذوي الفقر والهشاشة، إضافة إلى تقسيمات كبيرة لإعانات شهرية ومعونات مادية وعينية خففت العبء عن عدد كبير من فقراء البلد.

لا يستطيع المراقب المحايد إلا أن ينظر بإيجابية إلى الإنجازات المهمة التي تحققت خلال السنوات الأربع التي مرت من حكم فخامة الرئيس، والتي لم نتطرق إلى عدد كبير منها، بفعل ضيق المقام.

 لن نقول إن نسبة الإنجاز بلغت مائة في المائة ولن نقول إن الوضع وردي ولكن نقول إن هناك إنجازات واقعية وملموسة ينبغي البناء عليها لتحقيق المزيد، والقضاء على إخفاقات خطيرة لا تزال موجودة بفعل تراكمات سلبية لسياسات الأنظمة السابقة.

والأهم هو أن البلد أصبح يقاد من طرف شخص هادئ ومتواضع يعرف حجم التحديات ويعمل على حلها بتوءدة ورزانة وكياسة.

جمعة, 08/09/2023 - 19:52