خلال السنوات الدراسية الثلاث الأخيرة؛حظي التعليم و إصلاحه باهتمام ملحوظ؛ فكان ذلك الاهتمام محل تقدير من لدن متابعي الشأن التربوي الوطني .
إن طبيعة الإصلاح التعليمي و ما تتسم به من تعقيدات و إكراهات و ما يتطلبه ذلك الإصلاح من موارد جبارة من شأنها أن تجعل كل خطوة صحيحة على درب الإصلاح مهما كان حجمها تبدو في نظر غير المختصين أقل من ما تطمح له الأمة .
فمنذ سنوات ثلاث يخصص افتتاح مدرسي ناجح، بكل المقاييس؛ بإشراف
مباشر من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني؛ اعترافا وتقديرا من فخامته للجهود و التضحيات الجسام التي ما فتئ المدرسون يقدمونها ميدانيا؛و في سياقات متباينة، وأغلبها غير مساعد على التعليم والتعلم.
وفى غضون أيام قليل؛ سيتم الافتتاح المدرسي؛ و قبل ذلك ستنطلق التحضيرات حتى يكون ذلك اليوم على قدر المطلوب؛ وعلى مستوى العناية الممنوحة له من السلطات العليا فى البلد.
في هذا الصدد - من منطلق الممارسة الميدانية حتى لا أقول التخصص- سنقدم جملة من المقترحات والتدابير العملية لإنجاح تلك التحضيرات، وذلك حسب مايلي:
يلزم اتخاذ جملة من التدابير الرشيدة و الاجراءات الحازمة سبيلا لانطلاقة عام دراسي جديد يمثل العام الثاني في عمر المدرسة الجمهورية التي حققت حتى الآن نجاحا مشهودا .
التدابير التي نقدمها هنا يمكن تقاسمها على النحو التالي:
1- إشراك رابطة الآباء في عملية التحسيس و التهيئة لخلق فضاء مساعد على انطلاق العملية التعليمية في ظروف جد حسنة .
في هذا الإطار تكلف مجالس الآباء باتخاذ كل التدابير التي من شأنها ضمان حضور كافة التلاميذ والطلاب في اليوم الأول من العام الدراسي
2- تدابير و إجراءات إدارية على مستوى الولاة .
ومنها الإسراع بإصدار مذكرة عمل التحويلات أسبوعا قبل يوم الافتتاح .
توفير النقل للمدرسين الجدد إلى مدارسهم
- تهيئة المدارس والتأكد من جاهزيتها
3- تدابير تربوية على مستوى المديريات الجهوية للتهذيب الوطني:
- إيصال المعدات المدرسية( الطلاء - الطباشير - الطاولات - الدعامات التربوية ..الكتب ...) المؤسسات التعليمية أسبوعا قبل الافتتاح
- التأكد من أن طواقم التأطير و هيئات التدريس في أماكن عملها.
4- إجراءات تتم على المستوى القطاعي( وزارة التهذيب و نظيراتها )
- تقديم الدعم التربوي الموجه إلى الفئات الأقل حظا في التعليم .
- تعبئة الموارد البشرية والمادية من أجل الرفع من التحصيل المدرسي لدى الأطفال المنحدرين من المناطق ذات الأولوية في التعليم
- تقديم الدعم التربوي الموجه إلى الفئات الأقل حظا في التعليم .
- تعبئة الموارد البشرية والمادية من أجل الرفع من التحصيل المدرسي لدى الأطفال المنحدرين من المناطق ذات الأولوية في التعليم
- توفير الحضانات المدرسية ( التغذية المدرسية و لصحة المدرسية)
- توفير مستوى عال من التمييز الإيجابي عن طريق إنشاء مدارس امتياز في أوساط هشة تعاني من العزلة و جعلها فضاءات تعليمية مستقطبة للكفاءات التعليمية ( معلمين و أساتذة ) عن طريق رصد تحفيزات مادية ومعنوية معتبرة فذلك من شأنه إزالة الفوارق المجتمعية و خلق نسبة عالية من الإنصاف التعليمي.
- رفع شعار خاص بهذا العام الدراسي : (بتعليم منصف ومقنع نعزز وحدتنا الوطنية و نوفر فرص تحصيل معرفي متكافئة)
- إنشاء فضاءات تعليمية pilote
عن طريق توفير نمط تعليمي ذي نجاعة عالية باتخاذ الإجراءات التالية:
١- إنشاء مجمعات تعليمية في عواصم 50% من البلديات ،يتكون كل مجمّع مدرسي من:
روضة أطفال نموذجية + مدرسة ابتدائية + إعدادية + ثانوية
-يتوفر المجمع المدرسي على:
- مطعم مدرسي
- مساكن للتلاميذ و المدرسين
- مستوصف صحي مدرسي
-قاعة استراحة
-ملعب رياضي مدرسي
- قاعات معلوماتية
- يتكفل المجمع باستضافة التلاميذ خاصة القادمين منهم من أوساط هشة.
إن إصلاح التعليم بشكل جذري و جاد، يقتضي تعبئة موارد بشرية ومادية معتبرة،لذلك يتحتم- فى نظرى- على القطاع المكلف بالتعليم أن يوجّه طلب مناصرة إلى كل الفاعلين التربويين من منظمات دولية و شركاء دوليين و منظمات المجتمع المدني، و لجان اليقظة التربوية و القطاعات الوزارية ( بوزارة الداخلية و اللامركزية؛ ووزارة الصحة ووزارة المرأة و التكوين المهني - التعليم العالي- ......)
فعند تضافر جهود هذه كل هذه الجهات؛ سيصبح الإصلاح التربوي أمرا ميسورا و مضمون التحقق .
* خبير تربوي ومفتش تعليم بالمفتشية العامة بإدارة التعليم الأساسي.