(افتتاحية الوئام ) رغم ما تميزت به السنوات الأربع التي مضت من المأمورية الأولى لرئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، من إنجازات متلاحقة ونوعية في مختلف المجالات، إلا أن مشروع "حياة جديدة"، الذي أشرف اليوم على تدشينه في القطاع 22 بمقاطعة توجنين في ولاية نواكشوط الشمالية، يعتبر الإنجاز الأكبر والأكثر مردودية على الطبقات الهشة من المجتمع، وهو غير مسبوق في تاريخ الإعمار بالدولة الحديثة منذ نحو نصف قرن من الزمان.
أكثر من 9000 أسرة، عاشت لعقود طويلة في أحياء الصفيح العشوائية، ولم يسبق لها أن ذاقت طعم التملك العقاري، أو مجرد الاستظلال ببناية من الإسمنت المسلح، وجدت نفسها مستفيدة من وفاء رئيس الجمهورية بوعد صادق نابع من إحساسه بضرورة تغيير حال المواطنين نحو الأحسن، وهو ما يعتبر من صميم تعهداته.
فمنذ العام 1975، حينما قامت الدولة بتنفيذ مشروع إسكاني كبير رأت بموجبه مقاطعتا السبخة والميناء النور كأحياء مزودة بالخدمات والمرافق الضرورية، توقف التوسع العمراني الحديث، وبدأت الحكومات المتعاقبة تمنح الأرض الخاوية على عروشها للمواطنين بلا ماء ولا كهرباء ولا طرق معبدة ولا أية خدمات عمومية تنفع الناس وتمكث في الأرض، ليبقى الفقراء في أماكن غير مؤهلة وغير قابلة للحياة.
لقد أعاد ولد الشيخ الغزواني الأمل الذي ظل مفقودا وميؤوسا منه لعقود طويلة، وأظهر أن ما ينقص الدولة ليس الموارد، وإنما العقول والتخطيط والوفاء بالوعود.. وذلك ما تميزت به السنوات الفارطة من حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
لقد بدأت قصة إنجاز وعد رئيس الجمهورية المتعلق بالشق الاجتماعي من تعهداته، بمصادقة مجلس الوزراء في دورته المنعقدة في 27 أكتوبر 2021 على مشروع مرسوم، يقضي بالمصادقة على مخطط تقطيع القطاع 22 بتوجنين مع إعلانه ذا نفع عام.
وفور المصادقة على مشروع المرسوم، انطلقت الأشغال في تهيئة 453 هكتارا تتضمن 13.499 قطعة أرضية، وذلك في مكونات هذا المشروع "وقد اتخذنا ما يلزم من إجراءات الرقابة والمتابعة والزيارات الميدانية الشهرية لهذا القطاع، توجت بزيارة فخامتكم له في 27 من أكتوبر 2022"، بحسب خطاب وزير الاسكان والعمران والاستصلاح الترابي، السيد سيد احمد ولد محمد خلال حفل التدشين.
غير أن الفعل الذكي وغير المسبوق في تاريخ تعاطي الإدارة مع منح القطع الأرضة للمواطنين، تمثل في إعداد إحصاء دقيق وشفاف دون الإفصاح عن الغرض منه، وذلك بالتعاون مع المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "تآزر"، فتمت عملية تسجيل المواطنين القاطنين في الأحياء العشوائية، بداعي الضرورة، والضرورة فقط، ودون حملات دعائية ولا ضجيج من شأنه يربك العملية ويستقطب الانتهازيين، ويزاحم المستحقين في الاستفادة من تطبيق أهم وعد بشرهم به رئيس الجمهورية أثناء حملته الانتخابية، وجسده واقعا مشاهدا وملموسا على أرض الواقع.
لقد انطلقت الفرق التابعة لمندوبية تآزر، بالتنسيق مع وزارة الإسكان، في عملية تسجيل شاملة ما بين 20 أكتوبر 2021 و 2 دجمبر 2021، ثم عادت الكرة مرة أخرى في مهمة تسجيل وتدقيق بدأت في 16 دجمبر 2022 وانتهت في 2 يناير 2023. وشملت الجولتان 28 عشوائية في العاصمة منها 16 في الولاية الشمالية و12 في الولاية الجنوبية، بحسب المعلومات الواردة في خطاب وزير الإسكان اليوم أمام رئيس الجمهورية.
وبفعل الوفاء بالالتزامات، الذي عود عليه رئيس الجمهورية المواطنين، وبمجرد إعلان القطاع 22 ذا نفع عام من طرف مجلس الوزراء، بدأ العمل فورا في وضع مخطط حضري وتم تزويده بشبكات الماء والكهرباء، وشهد تشييد المباني العمومية الضرورية كالمدارس والمستشفيات والطرق ومخافر الشرطة والمساجد، وبقية المراكز الخدمية، وأصبح القطاع من أجمل المناطق في ولاية نواكشوط الشمالية.
لقد استفاد من هذه العملية سكان الأحياء العشوائية الذين حكمت عليهم الظروف بالبقاء لسنوات طويلة في سكن غير لائق، حيث تمت العملية في جو من الشفافية والمسؤولية يسمحان باستفادة المستحقين دون غيرهم، وبالقضاء على 28 جيبا عشوائيا في العاصمة نواكشوط، سبيلا لعصرنة العاصمة وتحديثها وتلميع مظهرها، فضلا عما يوفره ذلك من راحة وطمأنينة وتأمين حياة كريمة وتطلع لمستقبل أفضل لآلاف الأسر التي رست سفينة طموحاتها على التسليم بالعيش في مساكن خشبية لا تقي حرا ولا تمنع بردا.
إن إنجاز مشروع "حياة جديدة"، رغم أهميته الكبيرة ومردوديته المشهودة، لم يكن الوحيد الذي أنجزه رئيس الجمهورية لصالح الطبقات الهشة، بل إن برنامج تعهداته في المجال الاجتماعي شمل تقديم الإعانات والدعم السخي والتعليم والصحة والغذاء والدواء، وكل ما من شأنه أن يفيد الطبقات الهشة والأسر المتعففة حتى كاد المراقبون يجملون برنامج "تعهداتي"، الشامل والطموح، في شقه الاجتماعي، باعتباره الجانب الأكثر اهتماما وإشرافا ومتابعة من قبل رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
وكالة الوئام الوطني للأنباء