أشرفت وزيرة الصحة السيدة الناها حمدي مكناس، صباح اليوم السبت، على انطلاق أعمال يوم علمي منظم من طرف وحدة البحث والتدريس في المركز الوطني للأنكلوجيا بالتعاون مع مختبرات روش، تحت عنوان: الكشف والتشخيص المبكر لسرطان الثدي عند المرأة الموريتانية.
ويأتي هذا اليوم العلمي ختاما لأنشطة المركز الوطني للأنكلوجيا في شهر اكتوبر الوردي، حيث يأتي بعد تنظيم ورشة تكوينية لأطباء التشريح المرضي حول التشخيص المناعي النسيجي لسرطانات الثدي والأنسجة اللمفاوية، وذلك في إطار التحضير لإدخال هذه التقنية التشخيصية الهامة إلى المركز، مما سينعكس إيجابيًا على تشخيص وعلاج السرطان في البلاد عموما.
الوزيرة وخلال إشرافها على انطلاقة هذا اليوم العلمي، رحبت بالضيوف والمشاركبن في النشاط العلمي، مؤكدة على اهتمام القطاع وتثمينه لمثل هذا النوع من النشاطات العلمية التي تمثل إطارا مثاليا لتبادل المعلومات والخبرات وتحيين المعلومات على ضوء المستجدات العملية والطبية.
وبينت الوزيرة أنه وإدراكا من القطاع لأهمية رسم خطة استراتيجية متكاملة لمحاربة السرطان فقد تم إقرار قانون مكافحة التدخين، وإدخال التلقيح المضاد لسرطان عنق الرحم ضمن اللقاحات المقدمة من طرف البرنامج الموسع للتلقيح، وتجهيز ودعم المركز الوطني للانكولوجيا، كما يجري التحضير للتشاور مع الفاعلين في المجال والشركاء الدوليين في المستقبل القريب لوضع خطة وطنية لمكافحة السرطان مع إنشاء سجل وطني للسرطان، وذلك من أجل بلوغ الأهداف المرسومة من طرف المبادرة العالمية لمكافحة سرطان الثدي، والتي تسعى لخفض الوفيات الناجمة عن هذا السرطان إلى 2,5% سنويا بين 2020-2040.
كما بينت الوزيرة خلال كلمتها بالمناسبة أن سرطان الثدي يعد من أكثر السرطانات انتشارا لدينا، وهو الأول من ناحية الحالات المسجلة كل عام لدى النساء، كما يتسبب عدم الكشف المبكر عن السرطان عموما في بلادنا، وهذا السرطان على نحو خاص، في تضييع فرص الشفاء من المرض على ثلثين من مرضى الأورام ببلادنا، نظرا لأنهم لا يشخصون إصاباتهم إلا بعد وصولهم لمراحل متقدمة جدا، داعية الجميع كل من موقعه للتكاتف من أجل الوقاية من هذا المرض والتوعية بمخاطره، والدعوة إلى الإقبال على الكشف المبكرعنه باعتباره سببا محوريا من أسباب الشفاء بالنسبة للمصابين، وسببا مكينا من أسباب الوقاية بالنسبة للأصحاء.
وفي هذا السياق أشارت الوزيرة إلى أن القطاع، قبل سنتين من الآن، نظم عن طريق المركز الوطني للأنكلوجيا حملة للتشخيص المبكر لسرطاني الثدي وعنق الرحم، شملت حوالي 1039 سيدة وفتاة بولايات انواكشوط الثلاث واترارزه، الشيء الذي مكن من اكتشاف حالة واحدة لسرطان الثدي، و 5 حالات مشتبه فيها، و9 حالات إصابة نسيجية ماقبل سرطان عنق الرحم، وتم التكفل بها جميعا.
الجدير بالذكر أن الدراسات الاحصائية للمركز الوطني للانكولوجيا تظهر أن نسبة سرطان الثدي وصلت إلى 18% من مجمل الأورام المسجلة سنويا مع ارتفاع نسبة الحالات المتقدمة إلى أكثر من 50%، مما يقلل فرص العلاج على الرغم من توفره وتطابقه مع المعايير الدولية ومجانيته للمرضى المحتاجين، كما أنه، حسب ذات المعطيات، هو السبب الأول للوفيات.