فخامة الرئيس،
الماء ملاك الأمر وعصب الحياة، أول المخلوقات قبل أو بعد العرش على خلاف في ذلك، {وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء} منه خلق الله الحياة {وجعلنا من الماء كل شيء حي} {والله خلق كل دابة من ماء} وبه أخرج كل النباتات {وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء} وهو توأم الأكسجين الذي هو أحد مكونيه، والناس فيه شركاء وأفضل متصدق به. كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو إذا الحياة بتعريف المبتدأ والخبر دلالة على الحصر.. والحديث عنه يطول..
فخامة الرئيس،
لقد ظل قطاع المياه وكر فساد وساحة إجرام، حتى طفح الكيل الخريف الماضي عندما صرخ المواطن ــــ الصبور ـــ في كل المدن تقريبا رافعا عقيرته و"جركانه" ما جعلكم فخامة الرئيس تتدخلون شخصيا وتباشرون التشخيص والعلاج.
فخامة الرئيس،
لقد وضعتم عصب الحياة في يد القوي الأمين وجعلتم عليه الحفيظ العليم، وقد بدأ بمعية الأمين العام ـــ الشخصية الوطنية المعروفة ــ وبعصا سحرية حل مشاكل نواكشوط ونواذيبو وروصو..
فخامة الرئيس،
أعينوه ولا تسمحوا للبيروقراطية ولا لجهات التنسيق بفرملته حتى لا يكون كأسلافه، فما منهم إلا أراد الإصلاح ما استطاع، لكن أيا منهم لم يوفق لأنه محاط بعصابة مردت لعقود على ما مردت عليه، فهي سمعه الذي يسمع به ــ فلا يتلقى الإحاطات إلا منها ـــ وهي بصره الذي يبصر به ـــ فلا يقرأ إلا ما صدر عنها، وهي يده التي يبطش بها.
فخامة الرئيس،
أطلقوا يده حتى يكمل تطهير كافة المؤسسات التابعة للوزارة، فالجلالة من الأعيان النجسة عند الشافعية والحنابلة وبعض الحنفية، والأعيان النجسة لا تطهر مطلقا إلا الخمر إذا تخللت عند البعض.
فخامة الرئيس،
أعينوه - أعانكم الله - على إزالة عينها ورفع حكمها.
ذ / محمدن محمد دي