بعد أن ظل مهرجان مدائن التراث طيلة سنواته الفارطة، حيث كان يتسمى بمهرجان المدن القديمة، مجرد حدث ثقافي تراثي يقتصر دوره على الندوات والسهرات والمَعارض.. حرص رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، على تحويله إلى مناسبة للإنجاز بالتوازي مع نشاطات المهرجان الروتينية.
لقد استفادت ولاية الحوض الشرقي، التي تستضيف النسخة الجارية من المهرجان في مدينة ولاتة التاريخية، من جملة مشاريع هامة في مجالات الطرق والتنمية الحيوانية والإعلام، فضلا عن فرصة اطلاع فخامة رئيس الجمهورية على التحديات التي تعانيها الولاية والالتقاء بالوجهاء والساسة المحليين الذين نقلوا له مطالب الساكنة وجها لوجه.
فمبجرد وصول ولد الشيخ الغزواني لمطار النعمة، كانت الولاية على موعد مع وضع فخامته، بقرية آشميم بمقاطعة النعمة، حجر الأساس لمشروع بناء طريق اشميم – انبيكت لحواش.
طريق طال انتظاره، حيث سيمكن من ربط عاصمة مقاطعة أظهر بالشبكة الطرقية الوطنية وفك العزلة عن بلدية أشميم وبعض القرى النائية الواقعة على مسار هذا الطريق.
وكانت محطة الإنجاز الثانية، تدشين رئيس الجمهورية للمركب الإعلامي (إذاعة المدرسة الجمهورية) التابع لشبكة إذاعة موريتانيا بمقاطعة النعمة.
ويتكون هذا الصرح الإعلامي الجديد من إذاعة عصرية ومنصة للإنتاج السمعي البصري، وهوائي بث، ومكون للطاقة، وفضاء حوارات وبرامج تفاعلية للتثقيف والتوعية، وقد بلغت الكلفة الإجمالية لهذا المركب نحو 30 مليون أوقية قديمة، وتم إنجازه خلال خمسة أشهر.
وستساهم هذه المنشأة الإعلامية في تعزيز تقريب الخدمة الإعلامية لسكان هذه الولاية التي تعتبر إحدى أكبر ولايات الوطن.
ويتواصل الإنجاز بوضع رئيس الجمهورية الحجر الأساس لمزرعة مندمجة لإنتاج الحليب في منطقة "البهگة" بمقاطعة النعمة، تابعة للموريتانية للمنتجات الحيوانية.
وتهدف هذه المزرعة، إلى المساهمة في تثمين المنتجات الحيوانية، عبر العمل على تحسين إنتاج الألبان في الولاية، وتبلغ تكلفتها مليار و400 مليون أوقية قديمة، وتنتج 3000 ليتر من الحليب يوميا.
وتضم هذه المزرعة عنابر بطاقة استيعابية تصل إلى 240 بقرة، وقاعة للحلب الآلي, وعنبرا للولادة والعزل البيطري، ومخازن لحفظ العلف المركز، إضافة إلى مباني إدارية ومزرعة لإنتاج الأعلاف الخضراء باستخدام الري المحوري، ومعدات وآليات حديثة لمكننة الزراعة. ومن المتوقع أن تلعب هذه المزرعة دورا محوريا في تعزيز استفادة موريتانيا من الثروة الحيوانية.
ولاحقا، وبعد وصول رئيس الجمهورية لمدينة ولاتة وترؤسه لحفل افتتاح مهرجان مدائن التراث، قدم فخامته تعهدا، وهو الوفي بالعهود، بتوفيرَ الشروط الإنمائية الضرورية لترقية المدينة، والمحافظة على عَرَاقَتِها التراثية.
وأبدى ولد الشيخ الغزواني، في خطابه بالمناسبة، حرصه على أن يكون مهرجان مدائن التراث، "مناسبةً تراثيةً وإنمائيةً، في الآن ذاته"، بحسب تعبيره.
وأوضح أن المكونةُ الإنمائيةُ لهذه النسخةِ تضمنت "العديدَ من البرامجِ المتعلقةِ بفك العزلةِ، وبتحسين مستوي النفاذِ إلى الخِدْماتِ الأساسيةِ، كالماء والكهرباء، والصحة، والتعليم والاتصالات..."، فضلا عن دعم قدرةِ المواطنين على الصمود، بتَوسيع استفادتهم من شبكة الأمانِ الاجتماعيِ، والعملِ على ترقيةِ إنتاجِهم المحلي، وأنشطتهم المدرة للدخل، موازاةً مع دعم قدراتهم في مجال صيانة المخطوطات والمحافظة على العمران الأثري، بحسب تعبير فخامة الرئيس.
وقبل قليل، أشرف رئيس الجمهورية على وضع حجر الأساس لبدء أشغال إعادة تأهيل سد ولاتة ومزرعتها النموذجية، وذلك في إطار برنامج ترميم وبناء 12 سدا في ولايات الحوضين ولعصابه ولبراكنه وگوركول وآدرار.
لقد وضع رئيس الجمهورية تحسين ظروف المواطنين نصب عينيه في كل مناسبة أو نشاط يحضره. ولا أدل على ذلك من تحويله لنسخة مهرجان مدائن التراث الجارية بمدينة ولاتة إلى مناسبة للإنجاز في المقاطعة، وفي عموم ولاية الحوض الشرقي.
وكالة الوئام الوطني للأنباء