أكد السيد محمد ولد سيدي ولد حننا، عمدة بلدية باسكنو في ولاية الحوض الشرقي، أن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني "نقل الكثير من الصلاحيات للعمد بشكل فعلي"، مشيرا إلى أنها "ظلت حبرا على ورق منذ بداية انتهاج النظام الديمقراطي في البلد"، بحسب تعبيره.
واضاف ولد حننا، في مقابلة حصرية مع وكالة الوئام الوطني للأنباء، إنهم في رابطة العمد الموريتانيين "استقبلوا تعزيز اللا مركزية في ظل النظام الحالي بكثير من الارتياح"، مثمنا حرص رئيس الجمهورية على الحضور الشخصي لافتتاح لقاء رابطة العمد، في الأيام القليلة الماضية.
كما تحدث العمدة عن التحديات الأمنية في باسكنو باعتبارها منطقة حدودية مع بلد يشهد حروبا واضطرابات أمنية، وعن تزايد أعداد اللاجئين الماليين، وعن تحضيرات الساكنة للانتخايات الرئاسية الوشيكة.
نص المقابلة:
الوئام: بعد عقد كامل من تهميش دور البلديات.. كيف استقبلتم إجراءات تعزيز اللا مركزية في ظل النظام الحالي؟
عمدة باسكنو: أولا أشكر وكالة الوئام الوطني للأنباء على إتاحة الفرصة.
لقد استقبلنا تعزيز اللا مركزية في ظل النظام الحالي بكثير من الارتياح، فلأول مرة يقوم رئيس للجمهورية بافتتاح لقاء رابطة العمد التي شرفها فخامته بحضوره الشخصي، وكانت الاجراءات التي قام بها في مجال اللا مركزية تعزيزا للديمقراطية، مثل نقل الكثير من الصلاحيات للعمد بشكل فعلي بعد ان ظلت حبرا على ورق منذ بداية انتهاج النظام الديمقراطي في البلد، حيث ظلت تلك الصلاحيات مجمدة.
ومن نافلة القول توضيح أهمية اللا مركزية الفعلية، بحيث يحس العمدة بأنها هدف وغاية في نفس الوقت، ويشعر بالمسؤوليات الجمة الملقاة على عاتقه، ويعمل بوصفه عمدة فاعلا وليس مجرد شخص جالس على الكرسي في انتظار جباية لا تسد الحاجيات ولا تلبي الطموحات، بل أصبح مسؤولا ينتظر منه الكثير بعد أن تنازلت له الدولة عن بعض صلاحياتها وأوكلت إليه بعض مهامها، وعليه ان يأخذ ذلك بعين الاعتبار.
إن تعزيز اللا مركزية أمر يذكر فيشكر لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وهو ما جعلنا نتوسم فيه الخير ونعتبر ما قام به حتى الآن مجرد مرحلة أولى سيتم استكمالها بالمزيد في المستقبل، إن شاء الله.
الوئام- من المعلوم أن بلديتكم تقع في منطقة حدودية.. ما التحديات الأمنية أمام المنمين والتجار الموريتانيين داخل الأراضي المالية، وكيف تتعاملون معها؟
عمدة باسكنو: نحن بالفعل في بلدية حدودية، وهي فضلا عن ذلك من أكبر بلديات الوطن، ولديها وضعية خاصة نظرا لوجودها في الحدود ولموقعها الاستراتيجي.
إن بلدية باسكنو تعتبر إحدى بوابات موريتانيا مع مالي ويقطنها العديد من المواطنين فضلا عن أضعافهم مواطني شمال المالي، الذين أقبلوا على البلدية بشكل لا يمكن معه تصور أن أحدا من ساكنة إقليم أزواد قد بقي هنالك، فلا تكاد تجد موضع قدم من ارض المقاطعة إلا وفيه نازح أو لاجئ مالي، وهو ما خلف العديد من التحديات الأمنية الكثيرة، لكن الدولة الموريتانية ظلت موجودة فلم يحدث أي خرق أمني، ولله الحمد.
الوئام- كيف يؤثر تواجد أعداد كبيرة من اللاجئين الماليين على حياة ساكنة باسكنو؟
عمدة باسكنو: لقد خلق التواجد الأجنبي الكبير في مقاطعة باسكنو تحديات كبيرة، وبالمناسبة أود أن أشكر ساكنة المقاطعة على تقبلها لوجود اللاجئين على أرضهم بأعداد كبيرة رغم التحديات التي نذكر من ضمنها نقص المياه بسبب توافد النازحين واللاجئين من المقاطعات المجاورة، مثل ولاته وانبيكه والنعمه وآمرج وعدل بگرو.
وخلال الفترات السابقة استفادت مقاطعة باسكنو من وضعها الحدودي، حيث كانت كل احتياجاتها تصل من مالي عبر الشاحنات، وخلال فترة الصيف ظلت الأراضي ملجأ للمنمين الموريتانيين، لكن الوضع تغير الآن بفعل الأوضاع الأمنية المضطربة داخل مالي، وخاصة في المنطقة الحدودية مع مقاطعة باسكنو التي لم تعد تستفيد من موقعها الحدودي كما كانت، بينما فرض عليه الموقع استقبال النازحين واللاجئين بأعداد كبيرة وغير مسبوقة، فأصبح الوضع صعبا للغاية ويتطلب الكثير من الحكمة ومن التدخلات لصالح المواطن في باسكنو الذي تحلى بالصبر وتأقلم مع التحديات من خلال قبول البقاء في مقاطعته رغم مزاحمته من قبل اللاجئين ومواشيهم في مستلزمات حياته، لكنه ظل يتقاسم معهم الماء والمرعى والمأكل والمأوى، فالمتدخلون الدوليون تقتصر معوناتهم على مخيم امبره، في حين لم يستفد اللاجؤون الجدد من ذلك العون بسبب عدم قدرة المخيم على استيعابهم، حيث لجأوا إلى إقامة مخيمات خاصة لا يعترف بها المجتمع الدولي، لكن ساكنة باسكنو اعتبرتهم ضيوفا وعاملتهم على ذلك الأساس.
الوئام- ما تقييمكم للقاء رابطة العمد مع رئيس الجمهورية، وكيف تنظرون إلى قرار الرئيس بزيادة علاواتهم؟
عمدة باسكنو: كان لقاءا هاما ويجب تثمينه، وقد أتى أكله بعد أن تمت زيادة علاوات العمد، وبالمناسبة فهي لم تكن المكسب الوحيد الذي حصل عليه العمد من لقاء فخامة رئيس الجمهورية، فقد منحهم التأمين الصحي وجوازات العمل، كما نقل لهم بعض صلاحيات الإدارة العمومية
لقد كان لقاء رابطة العمد مع رئيس الجمهورية لقاء هاما للغاية وقد ثمنه العمد وأشادوا به وعبروا عن ارتياحهم له.
الوئام- إلى أين وصلت تحضيرات باسكنو للانتخابات الرئاسية المقبلة، وما حظوظ مرشحي المعارضة المحتملين داخل المقاطعة؟
عمدة باسكنو: يمكنني القول إن مقاطعة باسكنو خالية من أي تواجد للمعارضة، والساكنة تجمع على دعم فخامة رئيس الجمهورية ،وقد بدأت التحضير للحملة الانتخابية، ولا يوجد أي مؤشر على حصول أي مرشح معارض على حظوظ في مقاطعة باسكنو.
الوئام: شكرا جزيلا.