نحن المعاقون
كلمَا تأمّلت قصةَ الشيْخ "أحمد" أدركتُ أن الظّروف حجةٌ كاذبة، و العجزُ تعاجزٌ لا أكثر ! من يقنعُ العالمَ أن مؤسسَ الحركةِ الخضراء، رجلٌ قعيدٌ، مشلول، أسيرٌ سابق، مطارد، و يعيش تحت الٱحتلال ؟ من يقنعهم أن الأسود الذين أقاموا الدّنيا، هم تلاميذ هذا الرّجل القعيدِ على كرسي متحركْ ؟ لو فكّر الشّيخ "أحمد" بمنطقِ المُثبطين، و عبيدِ المادّة المسكونينَ بوهمِ التكافؤ، لما خطى خطوةً واحدة، ما يفعل رجلٌ مقعد في مواجهة كيانٍ نووي ؟ و ما تفعله جماعةٌ من الفتية و الشباب أمام جيش هزم قبل سنوات ست دول عربية في ستة أيام ؟ إن الإيمان باللّٰه، و العملَ للّٰه، و التضحية في سبيل اللّٰه، هي ما جعلت تلكَ الفكرة المباركة، جيشاً يهزّ العالم، و يسطر البطولات و يصنعُ الملاحمَ، و تفاوضه الدّنيا و تنتظر إجابته . رحلَ الشّيخ "أحمد" بعدما بذرَ الفكرةَ، فاتته ثمارُ غرسه، غير أنه حاضرٌ في كلّ معركةٍ .. حاضرٌ في "نقطة الصفر" و "خلف خطوط العدو" .. حاضرٌ في كل آليةٍ تنسفُ بسمِيّتهِ المباركةِ، يؤرق الغزاة حياً و ميتا!