من نماذج الانفاق في سبيل الله
لقد أثنى الله سبحانه على من يعمر مساجده فقال: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ. {التوبة:18}.وفي الصحيحين أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ. إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
شاركت في المحاضرات الرمضانية على قناة المدينة في حلقة عن الانفاق وانواعه واهميته فلم يغب عن ذهني هذا المثال وهذه القطعة الفريدة في تخليد هذا الانفاق.
من نفقات الاغنياء التي تحضرني اليوم انه في فترة شقت الحال وقل الزاد ولم يكن الخليج معطاء ولا مدرارا فيعطي أحرى أن يغني ولم تكن المنظمات الدوليه والجمعيات الخيرية حاضرة او فاعله بدرجه كافيه كما يحصل اليوم. يومها كان .
سكان بعض القرى يتاهبون لبناء مشروع عملاف : مسجد جامع.
وكان المشروع مجحفا بالنسبه لسكان القرية والاحياء ولم يكن القوم ممن عهدوا التردد على اهل المال وذوي الجاه والسلطان
بل كانوا يعطون ما عندهم ولا يقبلون من الناس عطاء احرى ان يسالوهم الحافا، حينها سمع الشرفاء اهل العباس بالخبر: الشريف الفاضل المرحوم حد امين والشريف لصالح المنفق ورجل الاعمال النبيه المرحوم سيدي محمد والشريف الصالح مولاي ولد عباس واخوتهم عليهم مان الله سمعوا بالخبر وبما يجري وحيثما يجري فبادروا بارسال شاحنة مرسيدس 1924 محملة بالحديد والاسمنت المسلح ومختلف الاليات التي يتطلبها بناء المسجد المذكور ابتغاء وجه الله.
حينها جادت قريحه الشاعر الموهوب المصطفى ولد معاوية رحمه الله سليل اسرة العلم والمجد والتقى ال معاوية المعروفة جادت قريحته بهذه القصيده التي تعتبر بمثابة معلمة فنية وتاريخية تحكي قصة أقوام شرفاءمنفقين في سبيل الله قصيدة ستبقى معلمة شامخة الى جانب معلمة المهندس منير فهمي افاركو يقول المرحوم الشاعر المصطفى ابن معاويه مخلدا الموقف:
سأسعف بالتهانئ والتحايا
سماحة ذي المكارم حدمين.
و أذكر أنه رجل أمين
ليالي ليس من رجل أمين
كثير النفع محمود المزايا
وذي أدب وذي حسب ودين
وهز به اللواء بنو العطايا
فأصبح بينهم خير البنين
و أفضلٓ من تسير به المطايا
و أكرمٓ من يسير على السفين
ذريني من جميل المدح أطري
جميل الذكر منطلق الجبين
ومنطلق اليدين بغيث بذلل
على حساده وعلى القرين
وقالت حالٓه بيت قديم
وفيه صدقت دون اليمين
إذا ما راية رفعت لمجد
تلقاها عرابة باليمين
وذكرني بنو العباس قدما
بني العباس في زمن الأمين
هم الشرفاء في نسب ودين
ونعم القوم في دين وطين
بناء المساجد و تعميرها سنة دأب عليها أخوالي من الشرفاء الظرفاء الطيبين الطاهرين ممن يخافون الله ولا يخافون غيره فقد فعلوا ذلك و اشتهروا به في فترات صعبة من تاريخ هذا البلد
بذا اشتهر العابد المنفق المرحوم محمد الأمين ولد اشريف المختار و العابد المنفق أحمدو ولد اشريف المختار وبذا اشتهرالشرفاء ابناء العباس وفي الصحيحين أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ. إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني. اللهم الحقهم ثواب ما عملوا من خير انك سميع مجيب.
الدكتور محمد الرباني
استاذ وباحث في جامعة انواكشوط