من أبوظبي : رسالة من العلامة الشيخ الفخامة ولد الشيخ سيدي إلى الشعب الموريتاني

بسم الله الحمدللهْ والصلاة والسلام على رسول اللهْ وعلى آله ومن اهتدى بهداهْ 
 سمعتُ ورأيت وخُبِّرْتُ باستهداف لدولتنا ورئيسنا وشعبنا ، بعد حسم انتخاباتٍ في دولة الجوار الشقيقة السنغال .
 
أقول للشعب الموريتاني علينا أن نحمد الله عز وجل ، فمهما أرجف المُرجفون ،  وتشدق المتشدقُون  ، وَتَفَيْهَقَ المُتَفَيْهِقُونْ ، فليست  دول الجوار بأحسنَ حالاً منكم لا إسلاما ولا رئيسا ولا ديمقراطية .
فأنتم ولله الحمد دولة تتحلى بالإسلام , فلا أحد من شعبها يتصف بغير ذلك  ،  ولكم رئيسٌ يحب إصلاح ذات بينكم ويسعى فيه  , ولكم حُرية قد فتحت على مِصْرَاعَيْهَا ، تقولون ما شئتم كما شئتم ،  ما لم يَتَعَدَّ الأمر إلى ما لا يقبله الشرع والطبع السليم .
فقد جِئْتُ بعض دول الجوار ،  ولقيتُ الرؤساء والكبراء وآلاف الشعوب  على مختلف سياساتها وآرائها .
فليست هذه الدولُ بأحسن حالا منكم وليس رؤساؤها بأحسن حالا من رئيسكم . 
فما من دولة إلا وفيها الصلحاء والعلماء والجهلاء والأغنياء والوجهاء  ، وأضدادُهُم ، ولا علاقة لهذا بشخص ولا بلد ولا انتماء ، إنما هي سنةٌ كونيّة .
فجزى الله فخامة السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني خير الجزاء ، على سَهَرِهِ على المصالح العامة ،  وعنايتِه بالطبقات الهشة ،  وما يقود للألفة والوداد بين أبناء الشعب .
وجزى الله كل من أعانه على تشييد هذا الصرح , من حكومة ،  وقادة أمن  ، وأصحاب رأي  ، ومشيخة صوفية ، ورجال علم ، وأئمة مساجدَ .
حتى لا تتسلق هذا الصرحَ المَشيدَ  الْغَوْغَاءُ ،  وأرباب التَّفَاهَاتِ.
وجزى الله تبارك وتعـٰلى كل من نبذ التطرف والغلوّ على جميع الميادين والأصعدة ، دينيا وعلميا وسياسيا واجتماعيا وأخلاقيا .  
فلا خير في السب والطعن .
فقد ثبت في الصحيحين : من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سِبابُ المسلمِ فسوقٌ وقتالهُ كفرٌ .
وثبت في صحيح مسلم : من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يكون اللَّعَّانُونَ شُفعاء ولا شهداءَ يومَ القيامةِ .
وأخرج الترمذي بسند حسن واللفظ له ، وأحمد في مسنده ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس المؤمن بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحش ولا البذيءِ .
فاحمدوا الله عز وجلَّ على رئيسكم وأمنكم ، وحريةِ تعبيركم .
ودعوا الشَّتمَ والطَّعْنَ والسَّبَّ ، والبذاءة ، وما شاكلها ، فقد  نهاكم عنها  نبيكم صلى الله عليه وسلم .
قال تعـٰلى :  {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}
ولتكن همتنا فيما يُنْهِضُ دولتنا ، ويعين قائدها وأعوانَه ، بَعِيدِينَ عَنِ التُّرَّهَاتِ وَالسَّفَاسِفِ وعَبَثِيَّاتِ القضايا .

  

وكتب الشيخ سيدي محمد (الفخامة) بن  الشيخ سيدي كان الله تعـٰلى لهم وللمسلمين الولي والنصير. 
                   
                     آمين آمين آمين 

       بتاريخ الاثنين ١٥ رمضان ١٤٤٥ هجريا 
       الموافق: 25 مارس 2024 ميلاديا

اثنين, 25/03/2024 - 22:49