الوئام الوطني (افتتاحية ) لن يعدم البعض نماذج غير يسيرة من تاريخ إعادة التموقع السياسي الذي مارسته أغلب النخب الحزبية في موريتانيا، والذي كان، في معظمه، ترحالا وراء أذناب المصالح الشخصية
فمن المعارضة إلى الموالاة تتحقق المكاسب، ومن الموالاة إلى المعارضة يتجلى التذمر والاحتجاج على فقد تلك المكاسب.
غير أن شخصا، يكاد يكون وحيدا، تشبث بمبادئه وناضل من أجلها وتعرض لعديد الابتلاءات التي طالت السجن وتزوير النتائج والتشويه والإقصاء والتهميش... وحتى الإهانة، لكنه لم يساوم ولم يتنازل، ولم يأخذ من تحت الطاولة ولم يكسب من فوقها.
إنه الزعيم أحمد ولد داداه، رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية، الذي ظل دائما يعطي ولا يأخذ، ويُظلم لكنه يُسامح، وتحاك ضده المآمرات فيبقى طودا شامخا، فلم يستسلم ولم يهادن ولم يسع لمنفعة مادية ولا معنوية.. بل كان كل همه الوطن ورفعته، والديمقراطية وترسيخها، والوحدة الوطنية ولحمة المجتمع، وتماسك البلد ومستقبله.
لا يمكن لأي كان أن يزايد على الرئيس أحمد ولد داداه، في وطنيته المتأصلة، أو أن يرميه بالسعي لمصلحة خاصة أو جاه عابر.. وهو العاض على قناعاته بالنواجذ، والباذل كل ماله في سبيل عزة موريتانيا وكرامتها ومساواة مواطنيها، غير آبه بكيد الكائدين ولا بتآمر المتآمرين.
إن ما يسعى البعض اليوم لتسويقه بغرض تبرير حجره على الرئيس أحمد، أو التشكيك في نزاهة قراراته، هو مجرد مغالطة للرأي العام، ومحاولة يائسة لتصويره على غير الهيئة التي عرف بها، في حين ظل التشبث بمصلحة الوطن ديدنه الذي لا يبتغي به بديلا، مهما كانت قوة عواصف تشويهه والنيل من عرضه، فحسبه أن يظل صمام أمان للمجتمع والدولة، محترقا ليضيئ لهم، ومتواضعا ليرفعهم.
لقد انبرى البعض لاتخاذ بيان دعم الزعيم أحمد لترشح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مطية للنيل منه ومن تاريخه الناصع وحاضره المشرف ومستقبله المشرق.
إن بيان الزعيم أحمد ولد داداه الداعم لترشح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لم يكن مجرد تسجيل موقف سياسي، بل كان مدرسة فهم عميق لواقع البلد وما يتهدده من مخاطر، وما يتربص به في الإقليم، فتصدر دعم رئيس الجمهورية قائمة الأولويات لدى الزعيم أحمد، الذي رأى محيطا مضطربا وإقليما متذبذبا تحتاج موريتانيا فيه لقيادة حكيمة وراشدة وذات تجربة ومصداقية.. وهي أمور جمعها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وأهلته لقيادة البلد نحو بر الأمان.
لقد قرأ الزعيم أحمد ولد داداه الوضع السياسي الدقيق الذي تمر به بلادنا اليوم "وما يقتضيه - حتما - من جعل الأولوية القصوى لدى كافة الموريتانيين تنحصر أساسا في صيانة الوحدة الوطنية والحوزة الترابية والحفاظ على الأمن الداخلي والخارجي، مع المزيد من العمل الجاد للتصدي - ميدانيا - للأزمة الحادة المتعددة الأوجه التي يعاني منها المواطنون في المدن والأرياف"، بحسب بيان الدعم الذي حمل توقيعه.
وقد وعى الزعيم أحمد خطورة تداعيات الأوضاع والتحولات السائدة في الجوار المباشر على بلادنا، وتابع ما يتعرض له يوميا المواطنون الموريتانيون في المناطق الحدودية من اعتداءات "طالت أنفسهم وممتلكاتهم"، وما يتطلبه ذلك من وضع حد لهذه الاعتداءات، "عاجلا وبحزم وقوة، ومسؤولية".
كما تابع بقلق شديد حالة التصدع التي تعاني منها الوحدة الوطنية والانسجام الاجتماعي، مدركا ما تشكله هذه العوامل مجتمعة من مخاطر ومن مصدر قلق شديد لدى كل من يحمل الهم الوطني ويضع نصب عينيه المصلحة العليا للبلاد.
وعلى مدى أعوام خمسة مضت عايش ولد داداه، بكل تقدير، سياسة التهدئة بين السلطة والفرقاء السياسيين، "التي انتهجها فخامة رئيس الجمهورية منذ توليه مقاليد الحكم، وما استحدثه من قطيعة واضحة مع ما كان متبعا في هذا الصدد قبله"، ووثِق بتأكيد رئيس الجمهورية تشبثه التام بالميثاق الجمهوري، نصا وروحا، إبّان اللقاء الذي جمع الرجلين يوم 25 إبريل الماضي.
كما لمس الزعيم أحمد لدى ولد الشيخ الغزواني "إرادة سياسية في تكريس المأمورية القادمة للم الشمل الوطني من أجل رفع التحديات الجمّة التي تواجهها بلادنا اليوم".
وعطفا على كل ما تقدم، وبعد تشاور عريض أجراه ولد داداه مع شخصيات وطنية، ومع أطر حزبه ومناضليه ومناصريه، في إطار التحضير لفعاليات المكتب التنفيذي، جاء القرار التاريخي بدعوة الزعيم أحمد ولد داداه إلى "وثبة وطنية قوية للتصدي للمخاطر الجمة التي تتهدد بلادنا اليوم"، والتأييد المطلق لإعادة انتخاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لمأمورية رئاسية جديدة تحفظ المكتسبات وتضاعف الإنجاز وتحقق وحدة البلد وانسجام شعبه وتأمين مستقبله.
وكالة الوئام الوطني للأنباء