الوئام الوطني : انتهى ليلة الخميس الأجل القانوني لتقديم طلبات الترشح لرئاسة الجمهورية، وتقدم ثمانية مترشحين بملفاتهم لدى المجلس الدستوري، الذي سيعلن لاحقا اللائحة النهائية للمرشحين المستوفين للشروط القانونية.
وقد حصل الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني على الرقم واحد في أوصال التقديم، فيما استلم الوصل الأخير الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز الذي لا يتوقع القانونيون استمرار ترشحه.
وبين الرجلين ضمت اللائحة شخصيات سياسية وتكنوقراطية تتفاوت في حظوظها وتأثيرها السياسي والإعلامي، وسنسلط الضوء على أهم المرشحين وقراءة حظوظهم وتأثيراتهم في الانتخابات الرئاسية.
الغزواني.. مرشح الإجماع
كما تصدر لائحة المترشحين، لا يختلف المراقبون في أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني هو الأوفر حظا، والأكثر دعما من بين جميع المرشحين، فهو مدعوم من أحزاب الأغلبية التي تحوز ثلثي البرلمان ونحو 95% في المئة في البلديات والجهويات، كما حظي بدعم القوى الناعمة ذات البعد الروحي والاجتماعي، إضافة إلى عشرات الشخصيات الوطنية ذات التأثير السياسي القوي، كما انضم له أغلب قادة المعارضة التاريخيين، وانتظموا في فريق حملته بصيغة رسمية أو موازية. كما أن إنجازاته في الفترة الرئاسية المنصرمة عززت حظوظه الشعبية، لا سيما في أوساط الطبقة الهشة والفقيرة.
وعليه فإن نجاحه لا يبدو محل نقاش، وإنما الاختلاف حول النسبة المئوية التي يرى مراقبون حياديون أنها ستدور في حدود الستين والسبعين، وهو ما يضفي مصداقية على العملية الانتخابية، وترسيخا للديمقراطية بشكل عام.
امادي.. قطار المعارضة
رغم ما أصاب حزب تواصل في الآونة الأخيرة من فتور وما شهده من انسحابات لقياديين وشخصيات عامة منه، إلا أنه بحكم الواقع يعد قاطرة المعارضة وقوتها المنظمة الجادة، وترشيح الحزب لرئيسه لا شك أنه إضافة نوعية للمشهد سيمنحه جدية وحيوية.
ويرى محللون أن حزب تواصل، بسبب العوامل التي طرأت عليه مؤخرا، لن يكون حصان المعارضة المضمر للرهان، ولن يشكل خطرا على المرشح الأوفر حظا، الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ويقارن هؤلاء بين توقعاتهم له والنتائج التي حصل عليه تواصل حين رشح رئيسه الأسبق محمد حميل منصور عام 2009، والتي لم تتجاوز حدود 4%.
غير أن أنصار الحزب يعتبرون هذا الرأي مجحفا بحقهم ويؤكدون قدرتهم على الرهان برئيس الحزب، والذي ينحدر من نفس ولاية الرئيس الغزواني، وحافظ مرات على نيابتها في البرلمان.
العيد.. شركاء متشاكسون
يخوض العيد محمدن أولى تجاربه كمرشح للرئاسة، وضمت سلة داعميه حركة الحر وجزءا من الحركة الشبابية المعارضة ذات التوجه اليساري في عمومها، فضلا عن لفيف من زملائه المحامين وبعض المثقفين المستقلين، ويعول أنصار العيد على سحب البساط من تحت المرشح بيرام ولد الداه، كما أن تجربته السياسية في حزب أمل موريتانيا ترفده بإرث دعائي وحشد شبابي سيكون عامل دفع له يوم الاقتراع.. غير أن انعدام التجربة السياسة لديه، وتكوينه النخبوي سيحدان من وصوله المباشر للناخب.
سومارى.. التكنوقراطي الحالم
سعى الدكتور أتوما سومارى بشكل جاد ليكون مرشحا رئيسيا للمعارضة، إن لم يكون الموحد، والتقى في ذلك أحزابا وهيئات وأطرا شبابية معارضة، وقد حصل على تأييد نشطاء شباب فضلا عن نواب برلمانيين ومستقلين رأوا فيه الطبيب الماهر لعلة الحكم في البلاد،
ورغم نجاحات الدكتور سومارى إلا أن تجربته السياسية الجديدة وانحصار داعميه في النخبة،، يحدان من تأثيره على المستوى الوطني.
بيرام.. المرشح دائما
للمرة الثالثة يترشح رئيس حركة إيرا بيرام ولد الداه، مدفوعا بأمل مواصلة تقدمه الانتخابي 2019، مدعوما بحزب الصواب ذي التوجه العروبي.
غير أن المراقبين يرون أن أمورا كثيرة قد تغيرت بعد 2019، فشعبية بيرام التقليدية يُتوقع أن يشاركه فيها المرشح العيد محمدن، فضلا عن أن صورته السياسية اهتزت كثيرا بسبب تصريحاته غير المنضبطة في قضايا الوحدة الوطنية، وفشله في إرساء هيكل سياسي ديمقراطي ذي هيئات منتظمة.
ورغم ما ذُكر يبقى بيرام غير قابل للتوقع، ويمتاز بكارزما شعبية يستخدمها بذكاء في الوصول إلى قاعدته. وهو ما جعل البعض يتوقع أن يحافظ بيرام على شعبيته، مع تراجع طفيف، رغم وجود مرشح نخبوي منافس له مثل العيد.
وكالة الوئام الوطني للأنباء