(افتتاحية ) يجمع المراقبون على أن الحملة الانتخابية الرئاسية الوشيكة ستكون أقل سخونة من نظيراتها خلال العقود الماضية، وذلك بسبب فارق الدعم الجماهيري الكبير بين الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ومنافسيه.
فللمرة الأولى يتقدم للسباق الرئاسي مرشحون منافسون للرئيس لم يسبق لهم أن عملوا ضمن دوائر صنع القرار، وهو ما يفقدهم صفتي التجربة والكفاءة في إدارة البلد.
ويقول المراقبون إن انعدام تلك الخلفية هي ما جعلت هؤلاء المرشحين يتقدمون للسباق الرئاسي قبل أن تنضج برامجهم الانتخابية المستقبلية، في غياب تام لتاريخ إنجاز يمكن التعويل عليه في إقناع الناخبين.
ففي حين تدرج ولد الشيخ الغزواني في المؤسسة العسكرية لآخر رتبها، وأدارها لأكثر من عقد من الزمن، حيث انعكست تلك الإدارة على قوة تجهيز الجيش وتكوين أفراده، مما أنتج مقاربة أمنية ناجعة أبعدت شبح الإرهاب ومخاطر الجوار، قبل أن يدير الملف الدفاعي من خلال حقيبته الوزارية، ثم أتبع ذلك بخمسة أعوام من تسيير البلد متجاوزا الأزمات الصحية العابرة للحدود والتحديات التي فرضتها الحروب عبر العالم... في حين كان له ذلك، لم يجد منافسوه فرصة لإثبات القدرة على إدارة الدولة والتعاطي مع الملفات الوطنية والإقليمية والدولية.
لقد راكم ولد الشيخ الغزواني خلال سنوات مأموريته الأولى العديد من الإنجازات الداخلية والخارجية الهامة، كانت في طليعتها التهدئة السياسية التي ظلت بعيدة المنال خلال العشرية السابقة لحكمه، كما شملت تطبيعا دبلوماسيا أخويا ونديا مع المحيط الإقليمي وعلى المستوى العالمي.
واعتبر المراقبون أن حكومات ولد الشيخ الغزواني، المتعاقبة خلال الخمسية الأخيرة، كانت الأسرع إنجازا للمشاريع التنموية الكبرى والخطط الاقتصادية ذات المردودية الفورية على حياة الناس، والأكثر قربا من المواطن وانفتاحا على الطيف السياسي وإقناعا للشركاء، حيث وفرت توجيهات الرئيس ومتابعاته الأجواء المناسبة لتركيز الانشغال على تنفيذ برنامجه الانتخابي الذي نال ثقة غالبية الناخبين، حيث خلفت التهدئة السياسية والانفتاح على المعارضة تناغما وانسجاما بين النظام والمعارضة بطريقة هادئة و سلسة، توجت بفتح باب القصر الرئاسي على مصراعيه أمام كل رموز وأقطاب الطيف السياسي المعارض، كما تم فتح وسائل الإعلام العمومية أمام قادة ونخب المعارضة بكل أطيافها.
جو التناغم هذا لم يكن ليتحقق لولا جدية رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في تطبيق تعهداته خلال حملته الماضية بالانفتاح على المعارضة والاستفادة من تجاربها وكفاءاتها ونصحها، مما أسهم في بناء جسور الثقة بين فرقاء الطيف السياسي ليتفرغ الجميع لبناء وطن هو في أمس الحاجة لتكاتف جهود أبنائه بدل السير بهم في دروب الاختلاف والتنابز بالألقاب.
وفي تفاصيل مشهد الإنجاز الداخلي كان الملف الاجتماعي في صدارة اهتمامات الرئيس الغزواني، فأطلق عشرات المشاريع الممولة بمئات المليارات، وكان السكن والتكفل والضمان الصحي والتشغيل والتدخل في أوقات الأزمات... عناوين المرحلة.
وعلى مستوى إصلاح التعليم وتعزيز اللحمة الوطنية تم إطلاق المدرسة الجمهورية التي تضع اليوم اللمسات الأخيرة على سنتها الدراسية الثانية.
إنجازات عديدة ومتلاحقة لا يتسع المجال لسردها، من شأنها أن تشكل قاعدة ارتكاز الناخب على أرضية صلبة لتبرير خياره بالتصويت لصالح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وهو ما سيمنحه حظا وافرا في كسب السباق الرئاسي خلال جولته الأولى، برأي المراقبين.
وكالة الوئام الوطني للأنباء