(افتتاحية ) طويت صفحة الانتخابات الرئاسية التي أمنت لرئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مأمورية ثانية بعبور سلس من خلال كسب الجولة الأولى بفارق كبير عن أقرب منافسيه.
صدَّق المجلس الدستوري على النتائج التي أعلنتها اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بعد انقضاء الأجل القانوني للطعون دون تقديمها، وأصدرت حملة المرشح المعارض الذي حل ثالثا، رئيس حزب تواصل السيد أمادي ولد سيد المختار، بيانا زكَّت فيه نتائج اللجنة المستقلة، وتواصل المرشح مع الرئيس الغزواني لتهنئته بالفوز، واعترف المترشح سوماري بالنتيجة، وكذلك فعل المترشح المرتضى الوافي، ولاذ مرشحان بالصمت، ليبقى المترشح السيد بيرام ولد الداه اعبيد، الذي حل ثانيا، الوحيد المغرد خارج السرب.
رفض بيرام الاعتراف بالنتائج ، واتهم لجنة الانتخابات بالتزوير دون تقديم دليل، ودعا للتظاهر دون أن يشاركه أنصاره باستثناء قلة من نشطاء حركة افلام، التي أعادت كرَّة الإخلال بالأمن واتخاذ النجاح المزعوم لبيرام مطية بعدما استغلت ذات السيناريو في انتخابات 2019 الرئاسية.
انتهت لعبة حركة افلام بإيداع العشرات من نشطائها السجن، وتم الإعلان عن تنصيب الرئيس المنتخب لخلافة نفسه في فاتح شهر أغسطس المقبل.
وفور إعلان النجاح، استقبل ولد الشيخ الغزواني سيلا من تهانئ ملوك ورؤساء وأمراء المعمورة، وهو ما فسره المراقبون بنجاعة الأسلوب الديمقراطي الذي انتهجه خلال السنوات الفارطة، والذي تعالى على الاصطفاف في الصراعات الإقليمية والدولية، واتخذ المصالح الموريتانية مع مختلف الفرقاء هدفا للتحقيق.
أما على المستوى الداخلي، وبعد أن أجلس الرئيس في مقدمة حملته الانتخابية قامات معارِضة من العيار الثقيل، وكسب ثقة غالبية منافسيه المعترفين بنزاهة الانتخابات وشفافية الاقتراع وصحة النتائج، بات ولد الشيخ الغزواني في وضع مريح يمكنه من فرض الإصلاح الذي وعد به في حملته الانتخابية، وتصحيح الاختلالات التي شابت مأموريته الأولى، والضرب على المفسدين بيد من حديد.
لقد أظهرت الحملة الانتخابية ويوم الاقتراع كيف خاب الظن في الكثيرين ممن استأثروا بالمناصب والامتيازات خلال المأمورية المنصرمة وتولوا يوم الزحف وتخاذلوا في الأوقات التي يجب أن يضاعفوا فيها من جهود الدفاع عن برنامج رئيس الجمهورية وجمع التأييد له، وهو التقاعس الذي برره المراقبون بيقينهم أن ولد الشيخ الغزواني سيفي بوعده، الذي قطعه على نفسه، بمكافحة الفساد وتمكين الشباب.
وبالتوازي مع تخاذل وتقاعس أصحاب الحظوة في المأمورية المنصرمة، برزت للعيان الجهود الجبارة التي قام بها جنود الخفاء المخلصون، الذين طالما كرَّسوا حياتهم للذود عن حياض النظام طيلة المامورية الأولى وخلال الحملة الانتخابية ويوم الاقتراع وخلال الأيام التي تلت إعلان الفوز، وهم وحدهم من يعول عليهم في دعم الرئيس وتنزيل برنامجه الانتخابي الجديد خلال السنوات الخمس المقبلة.
إن على رئيس الجمهورية أن يطوي صفحة التعاطي مع الانتفاعيين المتخاذلين، وأن يفتح صفحة جديدة للأوفياء الصادقين الذين وقفوا معه في كل المحطات، قناعة منهم بسلامة نهجه وبقدرة برنامجه على الإصلاح الذي زكاه الشعب وينتظر تطبيقه بأياد أمينة تعين الرئيس على إنجاز ما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
وكالة الوئام الوطني للأنباء